حوّل مرض نقص المناعة مصابين به إلى قنوات تعمل على توعية مجتمعاتهم بتفاصيل عن مرضهم، للحد من «فوبيا» المصابين بمرض «الأيدز»، والذي ينتشر في بعض المجتمعات، لا سيما مع تطور التقنيات العلاجية التي جعلت من مرض نقص المناعة شبيهاً ببعض الأمراض المزمنة الأخرى. ويمتلك مريض نقص المناعة محمد المنسي حساباً توعوياً على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عمل جاهداً على مدى أربعة أعوام في جمع مرضى نقص المناعة، وتكوين عمل جماعي متكامل من الأطباء والاستشاريين وأخصائيي المختبرات ومرضى تماثلوا للشفاء ومرضى مصابين بنقص المناعة، وذلك لكي يدخلهم في حياة ذات أسلوب مختلف، تعمل على نشر التوعية بمرض الأيدز لدى المجتمع، الذي يتخوف بعض أفراده من المصابين. ولدى المنسي تعامل مختلف مع حديثي العهد بالمرض، إذ يعمل على توجيههم ونصحهم بالمبادرة لأخذ العلاج من دون تردد، إضافة إلى عملية إرشادهم إلى الجهات المعنية، وتنفيذ تحاليل دورية، والمشكلات الصحية التي قد تواجههم في حال تأخرهم عن تناول الأدوية. ويقول محمد لـ «الحياة» إنه أصبح لدى مرضى نقص المناعة قدرة على الظهور للمجتمع، ومواجهة الأسئلة الفضولية، وإزاحة ستار الغموض الذي طالما رافق مريض الأيدز، لافتاً إلى أن من بين أسباب انتشار الخوف والقلق بين الناس من المرضى المصابين، بعض المحاضرات الدينية التي أسهمت في نشر الرعب والخوف، وجعله أحد المحرمات التي لا يسمح الحديث عنها. يحق لمرضى «الأيدز» الحصول على الدعم الكامل والاستشارات في شكل غير منقطع من أطبائهم، وبحسب استشارية علاج الأيدز الدكتورة بتول سليمان التي تحدثت إلى «الحياة» فإن فتح القنوات بين المرضى والأطباء، أمر ضروري ومهم، وذلك لتتسنى معرفة جميع المعلومات المغلوطة عن إصابتهم، منوهة بأن فئة مرضى نقص المناعة لا يواجهون الظلم من المجتمع فحسب بل حتى من بعض الأطباء غير المتخصصين في معرفة مدى تأثير هذا المرض وأبعاده في احتمالية رفضهم، وقبولهم لتنفيذ العمليات التي لا تتعلق بمرضهم أحياناً. وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت عن اكتشاف 1777 حـــالة أيدز في السعـــودية العام الـــماضي، إذ بلغ عدد المصـــابين السعـــوديين منهم 542 حالة، مشيرة إلى أن ذلك الإحصاء زاد على الإحصاءات السنوية الماضية بفارق كبير، والتي بدورها ستؤثر على النمو والتنمية الاقتصادية.
مشاركة :