فيديو: بلجيكيتان من نساء داعش تؤكدان فقدان الأمل بشأن العودة إلى بلديهما

  • 3/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه الدول الأوروبية معضلة تتمثل في كيفية التعامل مع المتشددين وأسرهم الراغبين في العودة بعد انهيار دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أثار احتمال عودتهم نقاشا عاما ساخنا في بروكسل وعواصم أوروبية أخرى حيث لا يوجد أي تعاطف مع أسر أصحاب الأفكار المتشددة إذ لا تزال ذكريات الهجمات التي شهدتها أوروبا ماثلة في الأذهان. ولم يبد عدد يذكر من الحكومات رغبة في استقبال مواطنيها الذين قد يتعذر عليها تقديمهم للمحاكمة. في العام الماضي أمر قاض بلجيكا بإعادة المرأتين وأطفالهما الذين أنجبتاهما من الزواج بمتشددين. غير أن الدولة استأنفت الحكم خشية أن يمثل سابقة وكسبت الاستئناف في فبراير شباط. وقالت تاتيانا لرويترز في أول مقابلة تجريها منذ صدر حكم الاستئناف "هؤلاء الأطفال لا يمكنهم العيش. فلا تعليم لهم. ولا شيء". وسعت الحكومة للتمييز بين المرأتين اللتين تربطهما علاقة مصاهرة وصدر الحكم عليهما غيابيا بأنهما من متشددي الدولة الإسلامية وبين الأطفال الذين يقول المسؤولون إنه لا يمكن تحميلهم مسؤولية أفعال الآباء. ومثلما حدث في مختلف أنحاء أوروبا تحاول جدة الأطفال الستة الذين تتراوح أعمارهم بين عشرة أشهر وسبعة أعوام إعادتهم إلى البلاد منذ أكثر من عام. وتقول بلجيكا إنها ستلتزم بقرار صدر في 2017 يقضي بالسماح بإعادة جميع الأطفال دون العاشرة من العراق وسوريا. غير أنها لم تعد تحت ضغط من القضاء للتحرك في قضية الأطفال الستة. وتقول القوات المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا والتي تحتجز ألوف الأجانب مع زوجاتهم وأطفالهم إنها لا يمكنها الاحتفاظ بهم إلى الأبد.* بيت مليء باللعب قالت تاتيانا وبشرى اللتان جمعت بينهما الدراسة إنهما انقلبتا على الدولة الإسلامية عندما شاهدتا متشددين يقتلون الناس بوحشية بما في ذلك أجانب انضموا لصفوفهم. وتم تهريبهما من الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم واستسلمتا للقوات الكردية في عين عيسى في أواخر 2017 بعد أن خسر المتشددون قاعدتهم في مدينة الرقة السورية حيث كانتا تعيشان. وقالت الاثنتان إنهما بقيتا شهرين في السجن قبل إرسالهما إلى مخيم في الشمال الشرقي. وتقول مصادر أمنية إن الاثنتين ضمن 17 امرأة بلجيكية و32 طفلا موجودين في سوريا. اعتنقت تاتيانا الإسلام للزواج من شقيق بشرى عندما كانت الاثنتان في سن المراهقة. وسافرتا مع زوجيهما إلى سوريا ومع كل منهما رضيع مثل أكثر من 400 بلجيكي توجهوا إلى منطقة الصراع. لقي الزوجان مصرعهما في غضون عام. وعادت الأرملتان وكل منهما حامل في الطفل الثاني إلى بلجيكا في 2014. وأثناء غياب فاتحة والدة بشرى في عطلة بعد بضعة أشهر هربت الاثنتان لتعيش الأم مع حسرتها في البيت الخاوي المليء باللعب قرب أنتويرب. قالت بشرى إنهما ذهبتا إلى سوريا في 2015 بعد أن شعرتا بالضغط عندما استجوبتهما الشرطة في بلجيكا وحملهما الناس مسؤولية هجمات الدولة الإسلامية في أوروبا. وأضافت "خطر لي أنني سأعيش حياتي كلها في هذا الوضع. وكان هذا الفكر العقائدي لا يزال في عقولنا بعض الشيء".* "لابد من معاقبتي" تزوجت الاثنتان مرة أخرى عندما انضمتا للمرة الثانية إلى الدولة الإسلامية وأنجبتا. اقترنت تاتيانا بمتشدد هولندي لقي حتفه وتزوجت بشرى برجل من ترينيداد استسلم معهما. قالت المرأتان إنهما مستعدتان لدخول السجن وطلب المساعدة. وقالت بشرى إنها انفجرت باكية في آخر مرة سمعت فيها طائرة تحلق في السماء فوق رأسها. وأضافت "أنا لا أعترض على ذلك. فقد ارتكبت خطأ ولابد من معاقبتي عليه. وأتمنى إذا ما عدت يوما إلى بلجيكا لو يعطوني حقنة أو أي شيء لكي أنسى هذا الجزء من حياتنا برمته". قبل قرابة شهر نقلت المرأتان إلى مخيم عين عيسى حيث يقضي الأطفال حياتهم بين عشرات الخيام وسط الأوساخ. وقالتا إنهما تلقتا تهديدات من متطرفات وذلك لكشفهما وجهيهما وعدم ارتداء الأردية السوداء. وقالت بشرى وقد اغرورقت عيناها بالدموع "لم يعد لدي أمل كبير. أدرك أن أمي بذلت كل شيء من أجلنا بعد كل ما فعلناه لها".

مشاركة :