اعتبر بعض المحللين السياسيين زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق، التي بدأت أمس، وتستمر ثلاثة أيام، رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين بأن إيران لا تزال تحتفظ بنفوذ في بغداد رغم العقوبات الأمريكية. فيما يرى رئيس مركز التفكير السياسي المستشار إحسان الشمّري أن اختناق إيران نتيجة للمقاطعة الدولية دفعها إلى التفكير في العراق رئة للتسويات، بسبب مقبوليته السياسية حالياً، فضلاً عن اعتماده رئة اقتصادية في ظل العقوبات المفروضة عليها، إلا أن هناك رأياً سائداً في الشارع العراقي، بأن روحاني يحاول «تلميع» صورة إيران الرديئة، التي تجسّدت برداءة وسوء أداء المدعومين من قبلها، وفشلهم السياسي والاجتماعي والإداري، ووصول العراق إلى ما وصل إليه من فساد وتخريب ودمار، بدعم مكشوف من النظام الإيراني. تضخيم السوق وذكرت كالة الأنباء العراقية الرسمية أن روحاني وصل إلى بغداد على رأس وفد رفيع المستوى، وقبيل مغادرته إيران، قال إن «علاقات طهران مع بغداد متميزة». وفيما تتعرض إيران لعقوبات مشدّدة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو 2018، قال روحاني إن «إيران بإمكانها أن تؤمن كثيراً من حاجاتها من العراق». مضيفاً أنه يحمل مشاريع مهمة في هذه الزيارة التي يرافقه فيها وفد سياسي واقتصادي كبير، معرباً عن أمله أن يصل حجم التبادل التجاري مع العراق من 12 مليار دولار في الوقت الراهن إلى 20 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، إلا أن مصادر في السوق العراقي أكدت العكس، كون المنافسة قوية للبضائع الإيرانية ذات الجودة المتدنية، قياساً إلى مناشئ أخرى، إضافة إلى عدم مقبولية التعامل بالعملة الإيرانية. لم يعد مستمعاً وأكد مصدر حكومي عراقي مطلع أن ملفات عدة ستتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس الإيراني، موضحاً أن "هناك فرصة لتصفير مشاكل تمتد لعقود طويلة، مثل حقول النفط المشتركة، وترسيم الحدود بين البلدين، ومصادر المياه، وملف التبادل التجاري. فضلاً عن التفاوض مع الإيرانيين لإعادة مجرى شط العرب الواقع على الحدود بين البلدين إلى وضعه الطبيعي، ومنح العراق حصته الطبيعية من الأنهار الواقعة على الحدود المشتركة، وتوحيد الجهود الأمنية من أجل وقف تهريب المخدرات إلى العراق. ويبدو من الملفات المطروحة للحوار، أن «العراق لم يعد مستمعاً جيداً لإيران التي أصبح عليها أن تستمع أيضاً، والكف عن الأخذ من دون عطاء، لا سيما بعد تضعضع أدواتها داخل العراق، وتأكد فشل نظام الحكم بغطاء ديني، الذي أصبح له صدى خطير في إيران». وبحسب المحلل السياسي زيد الزبيدي، فإن «إيران تعتمد في الغالب على شخصيات كبيرة مع العراق الذي تشترك معه في حدود يصل امتدادها إلى نحو 1500 كيلو متر، لكن مع سعيها لمواجهة الضغط الناجم عن العقوبات الأمريكية، تسعى إيران كذلك للحفاظ على نفوذها السياسي والاقتصادي في امتداد ممر تسيطر عليه نسبياً بدء بطهران وانتهاء بالبحر المتوسط مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، وهو ما بات أقرب للمستحيل». وفي المحصلة، لن تستطيع زيارة روحاني تلميع صورة إيران التي تلطخت بوحل مستنقع الفساد الهائل، الذي يحاول العراق الآن التخلص منه. ثمار السلام يقول المحلل السياسي زيد الزبيدي، إن إيران أصبحت الآن تواجه خطر خسارة ثمار السلام»، مشيراً إلى أن إنهاء نفوذ إيران في العراق يبدو مهمة صعبة، خاصة أنها صعدت عبر سياسيين عراقيين حلفاء، ومجموعات مسلحة شبه عسكرية، لتصبح قوة مهيمنة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :