يظل الشعر الجميل مثل الذهب لا يتبدل ولا يتغير مع طول الزمان، وتتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.. فكم حفظ لنا من مواقف البطولات، وكم ذكرنا بالخصال الطيبة والصفات النبيلة، ومساعدة المحتاج، ومن صابه ضيم، وكم سجل لنا مواقف وأحداث ساهمت في إسعاد الإنسانية جمعاء. فالحقيقة أن الشعر له كنوز كثيرة، يمتلكها شعراؤه الذين أبدعوا في معانيه السامية وأهدافه النبيلة، وأفادوا مجتمعهم بهذه الكنوز الثمينة في جميع المجالات. تزهو قصيدة «يوم عظيم» لصاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بذكرى ميلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهو الشريف الكريم الذي له مقامه العالي، ووريث رائد نهضة الإمارات ومؤسس مجدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد توسّم فيه الخير كلّ الخير، منذ أن استشرف زايد، رحمه الله، قابل الأيّام والعهد الذهبيّ الذي نعيشه على يدي «بو خالد» الذي يحتفل الجميع بالذكرى العطرة لميلاده اليوم. والقصيدة التي تسكن موسيقاها على حرف الميم في شطر البيت وعجزه، هي تعبير طيّب من القلب للقلب، برزت فيها صفات الممدوح في عظمته وعظمة يوم ميلاده، وفي أصله ومنبته الطيّب، ومكانته الأثيرة لدى الناس، كما تتأكّد فيه حكمة «حكيم العرب» الشيخ زايد الذي رأى التاريخ في عين نجله وقد نشأ على الحكمة والفراسة وسداد الرأي في بيتٍ شريف هو معينٌ لا ينضب من الفهم الإنسانيّ والسياسيّ، وكلّ ذلك انعكس على مصلحة الدّولة، حيث نسج «بو خالد» عن والده كلّ الصفات التي أثبتت أنّ بيت زايد لا يزال يورّد للوطن والعرب والعالم كلّ معاني العزّ والسؤدد والمجد. وفي القصيدة، نستعيد التاريخ الذي يبدو كأنّه اليوم: يقبس الفتى عن أبيه ما ينفع الناس، ويسير معه تماماً مثل الشجرة المورقة التي تكثر فروعها، فتؤتي ثمارها، ويستظلّ بها الناس، أما الطبع فواحد، والرؤية ففريدة في بيت زايد، طيب الله ثراه، وفي أنجاله الغرّ الذين ساروا بالدولة نحو مدارج العلوّ والرفعة والتقدّم والازدهار. ودائماً يقولون إنّ ذكاء القائد هو من حسن حظّ البلاد، ويبدو هذا الأمر جليّاً مضيئاً في الزعيم الذي أخذ المجد والذكاء وحسن تصريف الأمور والبتّ في الشدائد من الأيّام، حيث تتأكّد صورة «بو خالد» الذي «فزّ» له الشعب فرحاً بهذا التقدّم الرائع الذي ينتهجه لمصلحة الدولة والإنسانيّة، إذ يحتفل صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمقدرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تجنيب البلاد الأخطار، وله في ذلك مواقف مشهودة في أكثر من مجال وعلى صعد متنوعة، خصوصاً في هذا الوقت الذي نعيش، حيث تبدو قوّة الدولة نموذجاً لحسن القيادة، وحيث الشعب هو سليم معافى من كلّ ما يمكن أن تتعرّض له الشعوب، وما ذاك إلا لأنّ «بو خالد»- وتلك صورة شعريّة موفّقة وطيّبة- هو المداوي لهذا الشعب، الذي يجنبهم كلّ العلل، فيعيش الجميع في سعادة وابتسام، إذ إنّ الابتسام هو عنوان عن رضا وسعادة وفرح الدولة التي تنبئ عن صانع الابتسامة، ومرسي دعائم الجدّ والعمل والإنتاج والفرح «بو خالد»، حفظه الله. ويختتم صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد بدعائه الله عزّ وجل أن يديم هذا الفرح، وأن يديم الله «بو خالد» في قلوب شعبه والناس، وأن يظلّ يحتفل به الجميع، وأن يعمّ الخير والسلام على الإمارات وقائدها لتظلّ في رغدٍ من العيش والأمان والاطمئنان، وملتقىً للضيف والجار والإنسانيّة جمعاء. جاءت القصيدة على بحر سريع، يظهر مدى قوّة الدفق الوجداني الذي يكنّه صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لصديقه وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في ارتجاليّة معبّرة وبقوّة عن فرحة تنطلق عبر أثير الإمارات لتحتفل بالقائد وبالمجد، ولتكون أيضاً رسالة تأكيد على بقاء الجميع تحت راية «بو خالد»، في تصميم واضح وقويّ على السير نحو التقدّم الذي اختطّه «زايد» وظلّ عهداً مقيماً في صدور الأبناء، حيث الحكمة والذكاء والمنعة والعزّ والتاريخ الذي يزدهي بحلّة البناء والفكر لدولة قويّة ومنيعة: الفرح ديدنها والعمل عنوانها والإنسانيّة أفقها والتكاتف سرّ نجاحها الواثق الكبير، وقد استطاع صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد أن يؤكّد في القصيدة صفتي: الابتسام والمجد كعنوانين للدولة في قصيدة واحدة تعبيراً عن الإنسانيّة والقوّة في آن. يومْ ميلادكْ يابوخالدْ عظيمْ يا شريفٍ منْ شريفٍ لهْ مقامْ يشهدْ التاريخْ أنِّكْ منْ كريمْ زايدْ اللي بهْ فخرنا عَ الأنامْ وأنِّهْ إختاركْ ولهْ رايٍ حكيمْ في إختياركْ وقتْ سلَّمكْ الزِّمامْ فاهمٍ طبعكْ ومامثلهْ فهيمْ وإنتهْ مثلهْ في ذكاهْ والإفتهامْ الوطنْ بكْ عَزْ وإنتهْ لهْ زعيمْ والشَّعِبْ لكْ فَزْ سِرْ بهْ للأمامْ إنتهْ جنبتهْ الخطَرْ وأمسىَ سِليمْ وعاشْ في خيرْ وسعادهْ وإبتسامْ اللهْ يخلِّيكْ في الدنيا مديمْ تحتفلْ وتعيشْ في خيرْ وسلامْ
مشاركة :