حذرت السلطات الصحية في اليمن من موجة جديدة من مرض الكوليرا تهدد باجتياح مناطق سيطرة الانقلابيين في ظل تردي الوضع البيئي، وقدوم موسم الأمطار، وانعدام المياه النقية، وطفح مياه المجاري والصرف الصحي في المدن الرئيسية.وبحسب تقرير صدر عن إدارة الترصد الوبائي في وزارة الصحة والسكان في صنعاء اليوم الثلاثاء، أن إجمالي عدد حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا التي سجلت منذ بداية العام الجاري 2019 وحتى مطلع مارس الجاري، بلغ نحو 70 ألف حالة، توفي منها 82 حالة في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.ارتفاع أعداد المصابين بالكوليرا أخيرًا، دفع السلطات الصحية في صنعاء لإبداء مخاوفها من تفشي موجة ثالثة بعد موجتين كبيرتين اجتاحت البلاد عامي 2016 و2017.المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان في حكومة الانقلابيين اعترف بأن إجمالي عدد حالات الاشتباه والإصابة بمرض الكوليرا، منذ يناير الماضي، بلغ 53.038 شخصًا، توفي منهم 75.وأشار إلى أن "الانتشار السريع للوباء خلال الأسابيع الماضية يُنذر بموجة كوليرا ثالثة في البلاد، لا سيما مع اقتراب موسم الأمطار، وفي ظل خراب شبكات الصرف الصحي، ومجاري السيول، وانعدام مياه الشرب النقية في معظم المناطق، وتزايد عدد آبار المياه المدمرة".ووفقًا لتقارير صحية فإن عدد حالات الإصابة بالكوليرا المسجلة خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي بلغ 8068 حالة إصابة، توفي منهم 19، في 16 محافظة يمنية.وأشار التقرير إلى أنه جرى تسجيل 1.464.201 حالة اشتباه بمرض الكوليرا في اليمن منذ بدء انتشاره عام 2016 حتى مطلع شهر مارس الجاري.ووفقًا للأمم المتحدة، فإن معدل حالات الإصابة بالكوليرا انخفض خلال 2018، بنسبة 75% مقارنة بعام 2017.بدورها، أطلقت وزارة الصحة والسكان اليمنية بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسف في فبراير الماضي، الجولة الأولى من حملة التحصين ضد مرض الكوليرا في محافظات عدن وتعز والضالع، واستمرت 6 أيام، استهدفت الحملة 480 ألف شخص.وتواجه حملات التحصين ضد الأمراض الوبائية في مناطق سيطرة الانقلابيين صعوبات وعراقيل كثيرة تضعها الميليشيات الانقلابية، وتمنع فرق التحصين من الوصول إلى مناطق تفشي الأمراض، وتحديدًا في حجة والحديدة وصعدة وعمران.
مشاركة :