مصدر الصورةAFPImage caption روحاني خلال زيارته إلى العراق يوم الاثنين اهتمت صحف ومواقع عربية بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، وسط تكهنات بشأن أهداف الزيارة، وما إذا كانت تعد محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية. فبينما يرى البعض أن الزيارة تحظى باهتمام البلدين لتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بينهما، وتؤكد على أهمية العراق في أن يكون "وسيطاً مؤتمناً" على المصالح المشتركة بين الدول الإقليمية، يرى آخرون أن هدف الزيارة الأهم وغير المُعلن هو "الالتفاف" على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وسعي الأخيرة إلى مد نفوذها الاقتصادي في العراق.روحاني يحذر ترامب من "مصير صدام حسين" في مواجهة إيرانالآثار السلبية للعقوبات الأمريكية على اقتصاد إيران ووصل روحاني إلى العراق الاثنين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، التقى خلالها رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وأعلن الطرفان عن جملة من الاتفاقات الاقتصادية في مختلف المجالات."محاولة واضحة للالتفاف على العقوبات الأمريكية" تقول صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها إن الزيارة هي "محاولة واضحة للالتفاف على العقوبات الأمريكية والحد من خضوع الاقتصاد الإيراني إلى مزيد من إجراءات التضييق والاختناق". وتضيف بأن الزيارة تسعى إلى إرسال "رسائل مضادة خارجية إلى البيت الأبيض، وأخرى داخلية إلى الخصوم، عمادها إمكانية انفتاح إيران على البلد الذي سبق أن اجتاحته أمريكا وتواصل نشر قوّات عسكرية فيه". في نفس السياق، تقول صحيفة الوطن البحرينية إن زيارة روحاني تكتسب أهميتها بسبب تزامنها مع تصاعد تأثير العقوبات الأمريكية على طهران ومساعي إيران لتقليل آثارها عبر البوابة العراقية. وتنقل الصحيفة عن الباحث في الشأن السياسي عزيز محمد قوله إن هناك أهدافاً غير معلنة لزيارة روحاني إلى العراق "يأتي في طليعتها إرسال رسالة تحدٍ سياسي يُطْلِقها روحاني من بغداد تأتي رداً من إيران على العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسعي لنفوذ إيراني أكبر في العراق". بالمثل، يقول عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية إن الزيارة تأتي "ضمن ضغوط عنيفة على العراقيين يمارسها نظام طهران الذي يحتمي بالعراق في مواجهة العقوبات الأمريكية". ويضيف: "إيران تريد العراق جمهورية موز أخرى لها، مثل لبنان، ومصدراً لتجنيد المقاتلين لها يحاربون عنها في أنحاء العالم، كما يفعلون اليوم في سوريا تحت إمرة الجنرال قاسم سليماني. تريد من العراق أن يكون محفظتها المالية، يمول بمليارات الدولارات بالنيابة عنها حزب الله اللبناني وحكومة الأسد السورية. تريد العراق أن يكون بلا سلطة قوية، دولة ضعيفة المركز مثل لبنان". في نفس الصحيفة، يقول حمد الماجد: "الرئيس روحاني وفور وصوله للعراق صرح بتصريح ماكر باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبَلِه العذاب، فقال: علاقتنا مع العراق دينية تعود لآلاف السنين، وواضح من هذا التصريح أن ديانات ما قبل الإسلام من ضمن ما يجمع العراق بإيران، ولهذا استنتج كثيرون أن رسالة هذا التصريح المبطنة هي استشراف الخمينيين للتوسع والامتداد واسترجاع ما وصلت إليه يد الإمبراطورية الفارسية". ويرى ماجد الزبيدي في رأي اليوم اللندنية أن وجود روحاني في بغداد يُشكّل "صفعة موجعة لكل الجهود الأمريكية السياسية والعسكرية طيلة عامين كاملين لبناء تحالف عربي أمريكي صهيوني ضد الجمهورية الإيرانية، كان آخرها مؤتمر وارسو! وأن كل تلك الجهود تبعثرت مع رياح صحراء العراق مع أول إطلالة للشيخ الإيراني المُعممّ في بغداد". أهداف أخرى؟ كتب موسى الشريفي على موقع قناة العربية يقول إن زيارة روحاني تتمحور حول "ثلاثة محاور مهمة للغاية لإيران أكثر من العراق". "أولاً: الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط عبر بوابة العراق، حيث إن إيران لا يمكن أن تحققّ هذا المشروع إلا بالسيطرة الكاملة على العراق البوابة الأولى لتشق الطريق نحو سوريا ولبنان التي تعتبر النافذة إلى البحر الأبيض المتوسط". "ثانيا: الالتفاف على العقوبات الأمريكية، حيث تأتي هذه الزيارة في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على بغداد للحد من علاقاتها مع طهران، التي تحاول من خلال إيجاد شركات وهمية في العراق للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها من قبل واشنطن، خاصة وأن العراق يعتبر المناخ المناسب لأنشطة إيران الأمنية والاقتصادية". "ثالثاً: الاستحواذ على السوق العراقي من خلال سعي إيران إلى مد نفوذها الاقتصادي في العراق". يقول واثق الجابري في موقع "روداو" العراقي: "إن زيارة الرئيس الإيراني مهمة في هذه الظروف، ومحط اهتمام من البلدين لتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية، وأهمية العراق في لعب دور فعال، ويستطيع أن يكون جسراً، ووسيط مؤتمن لربط المصالح المشتركة بين الدول الإقليمية، وخلال هذه المرحلة كان العراق من أكثر الدول صراحة تجاه الحصار الأمريكي لإيران، بل أقوى موقفاً حتى من الاتحاد الأوربي الذي كان متردداً". ويضيف: "الواقع أن العراق بحاجة إلى الانفتاح التجاري والسياسي، كما لإيران مصلحة تجارية واقتصادية وسياسية لفك خناق التحالف الأمريكي".
مشاركة :