صفحة من التاريخ تطوى.. رحيل نبيل زكي بعد 70 عاما من العمل في أروقة السياسة والصحافة

  • 3/12/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رحل عن عالمنا اليوم بعد صراع مع المرض الكاتب الصحفي الكبير نبيل زكي، المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، ورئيس مجلس إدارة جريدة "الأهالى" سابقا ورئيس تحرير جريدة "الأخبار" الأسبق.ما يقرب من 70 عاما قضاها زكي داخل أروقة العمل السياسي، وعاصر ملكا و7 رؤساء، اعتقل 5 سنوات وله أكثر من 10 إصدارات، ويعتبر من المؤسسين الأوائل لحزب التجمع، ضمن مجموعة كبيرة من القيادات اليسارية منهم الراحل حسين عبد الرازق وفريدة النقاش وأمينة النقاش وعبد الغفار شكر وسيد عبد العال. له الكثير من الذكريات المرتبطة بفترة تاريخية هامة جدا بمصر وهي ثورة 23 يوليو، ومن بين الحكايات التي قصها عن الثورة أن السيدة عالية توفيق زوجة البكباشى يوسف منصور صديق، طلبت منه هو واثنين من زملائه يوم ٢٢ يوليو مغادرة منازلهم وعدم المبيت فى هذه الليلة، وأكدت لهم أنها قامت بتجهيز مكان آخر لهم للإقامة والمبيت فيه وهو عبارة عن جناح من المنزل الذى تعيش فيه، موضحة لهم أن غدًا حدث هام وتاريخى ومهم وأنها خائفة من القبض عليهم.وأوضح زكي أنه وزميليه، كانوا معرضين لإلقاء القبض عليهم نظرا لأنهم اعتادوا القيام بإضرابات، وكان أحدهم يدعى محيى الأزهرى وله صلة قرابة بالسيدة عالية.وقال: "كانت السيدة عالية تجتمع بِنَا لأنها كانت شديدة الوطنية، ونستشيرها فى مواقفنا وإضراباتنا، ويوم ٢٢ يوليو طلبت منا مغادرة منازلنا".وأضاف زكى أن السيدة عالية طالبتهم بالتواجد فى الشارع لشرح طبيعة الثورة للمواطنين، وتابع: "بالفعل تواجدنا وقمنا بالشرح للمواطنين وأن هناك ضباطا أحرارا فى الجيش ثاروا على الوضع وعايزين تصحيح الأحوال فى البلد، حتى صدور بيان حركة الجيش".وذكر أن أول شخصية حضرت لهم إلى الجامعة محمد نجيب، مشيرا إلى أن كل الطلبة بجامعة القاهرة احتشدوا لاستقبال محمد نجيب تحت شعارين اثنين؛ الأول استئناف الكفاح المسلح ضد الجيش الإنجليزي، والهتاف الثانى الدستور أساس الحكم، مشيرا إلى أن الإخوان وقتها احتشدوا ضد الطلبة بداخل قاعة الاحتفالات الكبيرة بجامعة القاهرة، وقالوا: "القرآن أساس الحكم، ولن يتمكن محمد نجيب من إلقاء الخطاب".وعن عمله بالإعلام، قال زكي في أحد الحوارات الصحفية: «اشتغلت في الإذاعة، وبالليل كانت وكالات الأنباء لما ييجي خبر مهم تدي جرس، وببص لقيت تصريح وزير خارجية الاتحاد السوفيتي بيقول إن بلاده مستعدة لتمويل السد العالي، وترجمت الخبر واديته للمذيع وتمت إذاعته في نشرة أخبار الصباح، تاني يوم رايح الإذاعة لقيت أمن على الباب، ولما روحت قالوا لي الدنيا مقلوبة عليك، ولقيت مدير الإذاعة أمين حماد طالبني، قالي الخبر بتاع السد العالي جبته منين، وأنا كان من عادتي لو خبر مهم بحتفظ بالأصل الإنجليزي في جيبي، اديته أصل الخبر قراه، واتصل بالتليفون: ياريس- يقصد عبد الناصر- الخبر صحيح والترجمة دقيقة، بعد دقيقة قالي شكرًا».وفي الأعوام الأولى لحكم الرئيس السابق حسنى مبارك، كان زكي وصل إلى رئاسة تحرير جريدة "الأهالي" وقال في حوار صحفي: «علاقتي مع مبارك بدأت لما كنت رئيس تحرير الأهالي، وكنت بحضر اجتماعات رؤساء التحرير، ولي مواقف معه، ومبارك يبدأ يسمعلك لما يحس إن الكلام طالع من جواك ومحدش محرضك عليه، ورغم كثرة اللقاءات كان هناك لقاءان مش قادر أنساهم، الأول كان مع رؤساء التحرير ودخل سلم على الجميع ووقف عندي وقالي أنا شوفتك في برنامج عن التدخل الأمريكي في يوغوسلافيا، وأنا كنت رافض التدخل، ومبارك قالي أنا موافق على كل كلمة إنت قلتها بس إنت أشرت في كلامك لملحق اتفاقية بين يوغسلافيا وأمريكا، وكان ملحقا سريا، بيبرر العدوان لو الملحق ده ممكن تبعته لي وبعته له».«الموقف الثاني كان بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وكانت الدعوة في الرئاسة، وروحنا وأول ما قعدت كان إبراهيم نافع جنبي وقلتله فيه ناس مش موجودة، فقالي في آخر القعدة هتعرف، وبدأت الجلسة وقلت له ياريس ما تبعت أسلحة للعراق، قالي متقلقش ده كل شارع في مخزن سلاح ومعندهمش مشكلة في الأسلحة، ولكن الأمريكان هيشوفوا في العراق الويل، أما اللي محضروش من رؤساء التحرير فمبارك قال في ناس قبضت من صدام ومجوش، ولما قلتله مين قالي ربنا أمر بالستر يا نبيل».

مشاركة :