ما أحوجنا إلى دراسة الأدب الصوفي في عصر طغت فيه المادة على الإنسان المعاصر... هذا ما يؤكده كتاب "لظى القلب... قراءات في التصوف العربي وآثاره" للدكتور سعيد الوكيل، الصادر أخيراً عن مؤسسة أروقة للدراسات والنشر بالقاهرة. يسعى الكتاب لإكمال نقص مهم في المكتبة النقدية العربية، خصوصاً في مجال الأدب الصوفي، إذ يتتبع تجليات التصوف العربي في النصوص المعاصرة، والذي نلمسه في بعض كتابات نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وغيرهم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى دراسات عدة. ويرى المؤلف في كتابه أن الاهتمام والشعور بنفائس الأدب الصوفي زاد حين تقاطرت ألفاظه ونفحاته الروحية في الإبداع المعاصر، مطالباً بالتوسع في تلقي وقراءة هذه النصوص الصوفية بعقلية منفتحة، مشيراً إلى أن المتأمل لتاريخ تلقي النصوص الصوفية من عامة القراء، يدرك ما يكتنف ذلك التلقي من تحفظات تحول عن قراءة تلك النصوص التي تكشف عن الجانب الروحي الباطني العميق في الإسلام، وهو يمثل الوجه السمح الذي غفلنا عنه كثيراً بسبب هيمنة المادة على حياتنا، وأن يكون لكل منا إسهام فيه ولو بالتلقي المحب، فمبحث التصوف من أهم المباحث التي يستند إليهاالفكر الإسلامي إلى جانب علم الكلام والفلسفة. وتهيمن على قارئ الكتاب أجواء الحلاج وابن الفارض والسهرودي وابن عربي وغيرهم. ويعد د. سعيد الوكيل من أبرز الباحثين في مجال الأدب والنقد، وهو أستاذ اللغة العربية والأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وله العديد من الإصدارات منها تحليل النص السردي: معارج ابن عربي، الجسد في الرواية العربية المعاصرة، أثر الكتابة الصوفية في الكتابة الروائية: إبراهيم الكوني نموذجاً" وغيرها.
مشاركة :