حاكم الشارقة يُطْلِق كتابيْ «سيرة مدينة» و«بيبي فاطمة» باللغة الإنجليزية في لندن

  • 3/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن كتابة القصص التاريخية بأسلوب جيد وبطريقة سلسة وروائية، تسهم في تقبل المنتج الثقافي التاريخي دون البحث خلف هذه الوقائع. جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها في حفل إطلاق كتابيْ «سيرة مدينة» و«بيبي فاطمة» باللغة الإنجليزية، في العاصمة البريطانية لندن. وقال سموه: «قصة أحد الكتابين قصة حقيقية موثقة توثيقاً صحيحاً، لكنْ هناك صراع بين القصة التاريخية والقصة الخيالية، فهل نكتب القصة بضرب من الخيال أم نكتبها بوقائع التاريخ؟ التاريخ في طريقة سرده صعب، خاصة عند الناس الذين لا يتقبلون الثقافة كمنجز إنساني، ولذلك ندفعهم إلى قبول القراءة والتثقف بطريقة تصل إليهم من دون أن يبذلوا أي جهد. ذلك أن القصة التاريخية إذا كتبت بأسلوب جيد وبطريقة سلسة وروائية ووضعت الأحداث في مواقعها الصحيحة، تصل إلى عقل القارئ وكأنها ضرب من الخيال ومن دون إضافات ولا زخرفة.. وهكذا هي الروايات التي نكتبها، لا يوجد بها أي نوع من الزيف أو المبالغة». وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن كتاب «سيرة مدينة» يحوي أجزاء خفيفة، مقبولة.. لكن هذا التاريخ مسطر وموثق، ولذلك ربما يسأل الإنسان: لماذا هي صغيرة؟ وأجاب: جمالها في هذا الوضع، والمهم أن القارئ إذا وصل إلى نهاية القصة سيطلع على تاريخ وصول الإنجليز إلى الخليج، وهو مسطر ومثبت في هذه القصة، فالإنجليز كانوا قد وصلوا في 1616م عندما وصل مستر شيرلي وتفاوض مع شاه عباس واتفقوا على أن يفتحوا مركزاً للبضاعة في جاسك بين فارس وبين إنجلترا على يد شركة الهند الشرقية. وكانوا قد أغرقوا عدداً من سفن الإنجليز، فأتوا ومعهم قوة، وهذه القوة وصلت في آخر هذه القصة. أهمية الخرائط وتحدث سموه عن أهمية الخرائط، وقال: «أنا طبعاً درست وأخذت إجازة من جامعة دريم، ولي كتابات في الجغرافيا. ولما أتى رسام الخرائط الإنجليزي مستر ميلر قالوا له: تعال نحن ليس لدينا خرائط لأن البرتغاليين لم يعدوا خرائط. تعال امسح لنا الخليج». وعن طريقة رسم ميلر للخرائط وتسمياتها أشار سموه إلى أن «ميلر تعامل مع البصرة على أنهم من جهة أتراك، ومن الجهة الثانية فارس، وتعامل مع القطيف والبحرين كعرب. ولذلك، أعد خريطتين يضعونهما في السفن، فإذا كانوا سينزلون في البصرة يخرجون خريطة البصرة، وإذا كانوا سينزلون في بوشهر، يخرجون خريطة بوشهر». وعن إصدار كتاب حول الخرائط، قال صاحب السمو حاكم الشارقة إنه بصدد إصدار كتاب ضخم يتكلم عن نشأة الجغرافيا، وماهيتها، ومن اخترع الجغرافيا وكل هذه الأمور. ونفى الادعاء الذي يقول إن العرب هم الذين اخترعوا الجغرافيا، وقال: «أبداً، القصة كلها تكمن في غزو الإسكندر المقدوني لفارس. إذ أن الإسكندر لما وصل إلى أواخر فارس متتبعاً داريوس ملك فارس، كان قد بعث القائد نيرخوس ليبحث له عن طريق إلى الهند، ومن هنا سجلت المعلومات حول هذا المكان. عمل نيرخوس خريطة مع شخص يسمى بطليموس، ووضعا أول خريطة للخليج من ناحية مَدْخله، فلما جلس الإسكندر المقدوني تراءت له جبال مسندم، فسأل نيرخوس: ما هذا؟ قال: ذلك ساحل أكلة السمك، وتسجلت في الخرائط التي أتت من بعد بطليموس بهذا الاسم». وأضاف سموه: «المفارقة أن الإسكندر المقدوني، في تلك الفترة، كان يطارد داريوس، وكان داريوس قد احتل ساحل مسندم الذي هو من الشارقة، وطالع هذه المناطق إلى رأس الخيمة. في هذا الوقت كان مالك ابن فهم قد أتى من جنوب الجزيرة واحتل عُمان، وحدثت معركة هزمت فيها جماعة داريوس. وفي عام 1730 أتى شخص وكتب كتاب أطلس وسماه «الإمبراطوريات في العالم»، وأخذ يتكلم عن إمبراطورية الصين وغيرها، ولما جاء عند إمبراطورية فارس أتى إلى المكان الذي جلس فيه الإسكندر ونيرخوس، على ساحل قريب إلى هرمز، وتكلم عن ساحل أكلة السمك، فكتب عليه ساحل أكلة السمك. والظاهر أنه لم يكن يعرف قراءة اللاتينية جيداً، إذ قال: احتلها داريوس وهي بلده، فكيف يحتلها؟ القراءة لم تكن جيدة عند هذا الكاتب. وأنا أحقق هذه في كتيب صغير أسميه أخطاء التأريخ في الجغرافيا». وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: «كتب اريان كتاباً سماه (انديكا)، أي الهند، وقد أخذ ما كتبه نيرخوس وما توصل له وكتب الكتاب، وهو موجود في المكتبة البريطانية، لكن لما أتى بطليموس كان قد جمع الكثير، وتوصل إلى حقائق دقيقة؛ فعلى سبيل المثال توصل إلى أن الفارق الزمني بين الإمارات والإسكندرية يبلغ ساعتين، كان هذا في بداية العهد المسيحي، لقد اكتشف القياس الذي هو الآن ساعتين بين الإسكندرية والإمارات، فانظروا إلى أين كانت الدقة». خرائط بطليموس وأوضح سموه أن بطليموس لم يرسم خرائط إنما كتبها كتابة الوصف، وأتى شخص ووجد مخطوطة بطليموس في إسطنبول في عهد محمد الفاتح، فأخذ النسخة وجاء إلى شخص، وقال له: هل تستطيع أن ترسم لي خريطة بهذا الوصف؟ قال: نعم، فرسم الخريطة في 1445 بعد احتلال إسطنبول. وأضاف سموه: «يقول صاحب المشروع بعد ما نقشها: أرسلت واحدة إلى الفاتيكان، وواحدة إلى السلطان، وأبقيت واحدة عندي. ولقد ذهبت إلى الفاتيكان ولم يقبلوا أن يعطوني صورة عنها، وقالوا: لا نستطيع أن نصور، لكن شركة بريل صورت عنها سنة 1932، وأهديت أنا نسخة من زوجة بريل، وهي سيدة فاضلة، قالت: هذه نسخة عندي أعطيك إياها». وألقى نيكولاس كرين عضو المعهد العالمي للجغرافيا خلال حفل الإطلاق كلمة قدم فيها لكتاب سيرة مدينة.. مشيداً بالطرح الجميل لتفاصيل المنطقة، ومرورها عبر المدن بتسلسل دقيق، أبرز الكثير من الأوضاع الاجتماعية التي تضفي تميزاً على الطرح التاريخي في الكتاب. وتخلل الحفل الكشف عن لوحة فنية قدمها أحد الرسامين حول الكتب التي أطلقت باللغة الإنجليزية.. فيما شاهد الحضور فيلماً عن محاور الكتب، وأبرز فصولها التاريخية والأدبية. ووقع صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من نسخ الكتابين باللغة الإنجليزية، وأهداها إلى الحضور من الناشرين والكتاب والمثقفين. حضر الحفل، منصور إبراهيم المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، وسليمان حامد سالم المزروعي، سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، وعبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات «وام»، والدكتور راشد النعيمي، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإعلامية في المجلس الوطني للإعلام، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعبدالعزيز حمد تريم، مستشار الرئيس التنفيذي، مدير عام اتصالات المناطق الشمالية، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وعدد من رؤساء تحرير الصحف والمؤسسات الإعلامية، وجمع من الناشرين.

مشاركة :