حاكم الشارقة يوقع النسخة الإنجليزية من كتاب "سيرة مدينة"

  • 3/14/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن قربه من إتمام مؤلفه الأدبي الفكري التاريخ الجديد الذي سيأتي تحت عنوان "الشارقة بين الحماية والاستعمار" حيث سيصدر مع انطلاقة الدورة القادمة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ليواصل فيه سموه سرد أهم الأحداث التي عقبت أحداث كتاب "سيرة مدينة" والذي كان قد انتهى بفصل يحكي رضوخ الحكومة البريطانية لمطالب المقاومة وتوقيع اتفاقية تنص على إقامة محطة الشارقة الجوية وتكون لأغراض تجارية دون تواجد أي تمثيل رسمي فيها. وأوضح سموه بأن الكتاب القادم يبين مدى التزام الإنجليز بما ورد في تلك الاتفاقية وهل بالفعل عملوا بما جاء بها أو ضربوا به عرض الحائط، وسيسرد سموه من خلاله بحسب وصفه قصصا غريبة راح أهل المنطقة ضحايا لها. جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامه صاحب السمو حاكم الشارقة وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، ليلة أمس الاثنين في قاعة وايت هول بقصر الاحتفالات في العاصمة البريطانية لندن والذي يعود تأسيسه إلى العام 1622 في عهد الملك تشارلز الأول ويعد بناء معماريا وطنيا فريد في تصميمه وسط حضور نخبة من رواد الفكر والنشر. وفي كلمة لسموه حول الكتاب المحتفى به أوضح الترابط القائم بين مؤلفاته التاريخية بقوله // هنا في كتاب سيرة مدينة الذي نحتفي به اليوم مآسي كثيرة وتصرفات شائنه وهذه لو أرجعناها لمسبباتها سنلاحظ أن في هذا الكتاب يتردد ذكر الانجليز، أما في كتاب تحت راية الاحتلال كان يرد ذكر شركة الهند الشرقية وهناك خلط بين الاثنين وكل فرد فينا يتساءل ما الذي أتى بالإنجليز والفرنسيين لتلك الأرض – منطقة الخليج العربي - من اتى بالهولنديين والبرتغاليين إلى تلك الأرض نوضح لكم ونقول أن السبب هو القسطنطينية ففي عام 1453 وهو الحدث الرئيسي الذي تسبب في كل المآسي اذا ما قسناها إلى ما يسمى بالحروب الصليبية فبعد سقوط القسطنطينية صدر أمر بابوي بعدم التعامل مع المسلمين او مع الإمبراطورية العثمانية، وما هو معروف ان الغرب يحتاج الى توابل الشرق وكثير من الاقمشة وخاصة الحرير فما هو الطريق البديل لأراضي المسلمين للوصول لتلك المنتجات الشرقية، مع ذلك الأمر البابوي بدأت المحاولات للوصول الى الهند بطرق شتى ومع صدور ذلك الأمر عاجلت الامبراطورية العثمانية إلى قفل شرق البحر الأبيض المتوسط، اذا لا بد ان يجد الأوروبيون طريقا اخر يقودهم للهند .. كريستوفر كولومبوس حاول وذهب الى الغرب ليكتشف أمريكا .. فاسكو ديجاما ليس من أول مره ولكن بعد اربع محاولات استطاع ان يعبر القرن الافريقي /رأس الرجاء الصالح/ ليعبر الى المحيط الهندي سنة 1494 وبعدها توالت الاعتداءات من البرتغاليين ليدخلوا الخليج 1507 ومكثوا هنا ما يقارب 100 وبضع سنين يحكمون الخليج من خلال بعض الأمراء الموجودين في تلك المناطق، لكن حديثنا في هذا الكتاب ليس في غرمائنا البرتغاليين وليس الهولنديون وليس الفرنسيون وانما الانجليز .. في أي صورة جاء الإنجليز؟ .. نحن نعرف انه هنا في بريطانيا في عام 1407 تأسست جمعية تجار لندن وأخذت مدة 100 سنة تحاول ان تستصدر أمرا من الملك ليكون رسميا لان هناك مجموعة أخرى تسمى بريستون يحاولون كذلك استصدار ذات الأمر لصالحهم والذي نجح من بين المجموعتين اكثرهم قربا من الحكومة ،، استصدروا هذا المرسوم بتشكيل جمعية تجار لندن وهم من كانوا يأتون بالبضائع الى لندن عن طريق الهولنديين، واكتشفوا بان الهولنديين الذين كانوا قد سبقوهم في اكتشاف الشرق واحتلوا اندونيسيا وبدأت بضائعهم تصل إلى أوروبا تبيع لهم البضائع بعشرة اضعاف، ففكروا بضرورة انشاء شركة لهم تسمى شركة الهند الشرقية لتنافس الهولنديين الذين وصلوا قبلهم . تأسست شركة الهند الشرقية ديسمبر 1600 بمرسوم ملكي حتى يصلوا الى سواحل الهند والخليج، ومن أجل ذلك بعثوا عائلة شيرلي ليتصلوا بشاه عباس وطلبوا عقد اتفاقية نيابة عن الملك بدافع من الشركة سنة 1616، وجاءت اول شحنة من الشركة عبر ميناء جاشك لان الخليج محتل من قبل البرتغاليين واذا بالقوات البرتغالية تحطم 4 سفن تابعة لشركة الهند الشرقية وتغرقها جميعها هنا انتبهت شركة الهند الشرقية وكشرت عن انيابها وتعلمت العنف والاجرام من هذا التصرف الذي قام به البرتغاليون واذا بها تأتي بحملة تحتل هرمز سنة 1620 – 1619 وتطرد البرتغاليين من مدخل الخليج وتتمركز هي هناك . شركة الهند الشرقية تطورت في سنة 1784 اذا هم كبروا الى درجة انهم قضوا على بريطانيا كحكومة واذا بهم يطلبون من مستر بيت رئيس الوزراء آنذاك وهو حليفهم امرا غريبا وهو ان يعرض على البرلمان بإصدار قانون يعطي شركة الهند الشرقية التخويل بان تقوم بالحرب والسلم نيابة عن بريطانيا وعرض الموضوع في البرلمان وتصدي له بالاحتجاج واقترح احد أعضاء البرلمان ان تمنح شركة الهند الشرقية ما تريد بشرط ان يقدموا لنا بعد الاتفاقيات مبررا على ذلك الا ان عضوا اخر قال بأن هؤلاء الناس أسهل ما لديهم اختلاق التبريرات وبذلك لم يوافق البرلمان واصدر قرارا يسمى بورد اوف كنترول ينص على تحجيم شركة الهند الشرقية وتحديد تصرفاتها .. ونحن كقواسم نتعامل مع شركة الهند الشرقية في ظل تهمتهم لنا بالقرصنة ودائما ما كانت تعمل على فبركة المشاكل لفرض الحماية ،، وفي كتابي اسطورة القرصنة وتحت راية الاحتلال كان الحديث عن شركة الهند الشرقية. ففي سنة 1875 قامت على الشركة ثورة في الهند وخاف الانجليز في بريطانيا على الشركة فبادرت الحكومة البريطانية في سنة 1885 بتأميم الشركة وأخذت الجيوش والبحرية والسفن وجعلت شركة الهند الشرقية محصورة في استجلاب الشاي من الشرق الى الغرب ،، اذا في سنة 1885 ينتهي كتاب تحت راية الاحتلال وتنتهي معه تأثيرات شركة الهند الشرقية وفي هذا المقام نتذكر قول المتنبي  ما لجرح بميت إيلام، لذلك هذا الكتاب الذي امامنا اليوم لا يوجد به ذكر لشركة الهند الشرقية بل نحن وجه لوجه امام حكومة بريطانيا ويلاحظ القارئ تصرفات غريبة حيث نتساءل هل هذا ما ورثته الحكومة البريطانية من شركة الهند الشرقية وهل هذا هو طبعهم حيث كان معروف عنهم بأنهم أصحاب دبلوماسية ولكن لم يكونوا كذلك مع اهل المنطقة قراءة هذا الكتاب يبين التصرف غير العقلاني الذي قام به الانجليز وخصوصا في الفصل الخامس وهو الشارقة تحت فوهة المدافع يبين ما حصل في تلك الأيام وهي أمور لو استمرت ولم تواجه من قبل المقاومين لمحت عائلة القواسم لأن المدافع لم ترحم ضرب المدينة ومن بينها القلعة حيث تقطن عائلتي .. ولكن ينتهي الكتاب ليوضح حاجة الحكومة البريطانية لتلك المنطقة التي تقع ضمن الخط الواصل بين الشرق والغرب ومطالبهم بإقامة قواعد عسكرية لهم فيها وما أن تبين ان هناك حاجة تصد القواسم لهم بعدم إعطاء أي تصريح ومن بين افراد تلك المقاومة كان والدي ولربما تعلمت منه شيئا وورثت بعض الجينات التي ربما تأثرت بها في شبابي وبالفعل ابرمت هناك اتفاقية بخطاب ضمان بأن هذه المحطة لن تعمل الا بشكل تجاري ولن يكون بها تمثيل رسمي من قبل البريطانيين وعلى هذا قبلنا ,, وفي السنة القادمة اعمل على اعداد كتاب لأبين هل الانجليز التزموا بهذا الخطاب او هذه الاتفاقية ام ضربوا بها عرض الحائط وانا على وشك الانتهاء من كتابته وسيدخل المطبعة قريبا ليأتي مع الدورة القادمة من معرض الشارقة الدولي للكتاب ان شاء الله في نوفمبر القادم ويأتي إلى لندن في العام القادم كتاب الشارقة بين الحماية والاستعمار وقصة غريبة نحن ضحاياها. وكان الحفل قد بدأ بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة حيث كان في استقباله كل من سليمان المزروعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعبد العزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات المناطق الشمالية، ومحمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وعدد من أصحاب السعادة سفراء وممثلي الهيئات الدبلوماسية الخليجية في المملكة المتحدة ورؤساء تحرير عدد من الصحف الإماراتية وكبار المدعوين من مفكرين ومؤرخين. واستهل الحفل بعرض فني مبتكر باستخدام الألوان المضاءة في رسم لوحة وبشكل حي توضح ملامح ومعالم مدينة الشارقة خلال الفترة التي يتحدث عنها كتاب سيرة مدينة بطبيعتها الساحلية وبيوتها القديمة المتراصة مع بعضها البعض التي تعلوها البراجيل لتعبر حقا عن سيرة مدينة. كما تم عرض فيلم تسجيلي قصير يحكي ويعرض فصول الكتاب وأهم الأحداث التاريخية التي تناولها بأسلوب مشوق. عقب ذلك ألقى نايجل نيوتن رئيس دار بلومزبيري للنشر كلمة أشاد بها بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة وتعاونه المستمر مع الدار في نشر مؤلفاته لما يملك من ثقة كبيره في الدار لتوصل فكره إلى الآخر ويعد كتاب سيرة مدينة الكتاب الخامس الذي تقوم دار بلومزبيري بنشره لسموه، وأكد على أن الدار وفي ذكرى قيامها الثلاثين تعتز بأن يكون هذا التعاون هو استكمال لمسيرة تعزيز العلاقات والترابط مع العالم العربي، كما أشار إلى أن هناك تعاونا آخر قائم مع كريمة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عبر دار كلمات وهو تعاون خاص بإصدار كتاب للأطفال، وشدد على أن شغف حاكم الشارقة في الكتاب يجعلهم في دار بلومزبيري على يقين تام بأن العلاقات مع العالم العربي لن تتوقف ولن تشوبها شائبة وكل ذلك من أجل القارئ الذي يتوق دائما لمعرفة الكثير من الحقيقة. اما جيري بروتن المؤرخ والمؤلف المتخصص في تقديم دراسات حول عصر النهضة بين الشرق والغرب، فقدم قراءة مستفيضة حول كتاب سيرة مدينة مبديا إعجابه وولعه بأسلوب المؤلف، ومؤكدا على أن العالم الآن أكثر من أي زمن مضى بحاجة إلى حكام على شاكلته يجددون في الفكر والثقافة بطريقة سلمية، وأوضح بأن الكتاب ليس مجرد استعادة للماضي بل هو سجل تاريخي مدقق بإتقان لفترة مهمة من عمر تلك المنطقة التي بدأت بعلاقات معقدة واصبحت علاقاتها متكاملة متصالحة، وفي الكتاب وصف دقيق للخريطة الجيوسياسية لمنطقة الخليج، واختتم حديثه بالثناء على دور صاحب السمو حاكم الشارقة البارز في دعم مختلف أنواع الفنون والآداب ليس في الشارقة أو دولة الامارات فحسب بل في كل أقطار العالم العربي وكذلك أقطار العالم من خلال مساعيه في ترجمة كتبه وتقديمها للقارئ في بريطانيا وباقي الدول. وفي ختام الحفل تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتوقيع نسخ من كتاب "سيرة مدينة" للسادة الحضور في لفتة كريمة من سموه وتقديرا منه لهم على حضورهم لهذا الحفل.

مشاركة :