عقدت اللجنة اللبنانية السعودية على المستوى التقني، اجتماعات لها في الرياض، أفرزت 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم جاهزة للتوقيع في مجالات عدة، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في كل من البلدين، كما تم التوافق على تفعيل الاتفاقات الموقعة سابقا بين لبنان والمملكة. وقد سلم الجانب اللبناني الجانب السعودي مذكرتي تفاهم لدراستهما من قبل الجانب السعودي، ويتعلقان بالتعاون في المجال التجاري والمعارض، واتفق الجانبان على أن تتولى وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان ووزارة المالية في المملكة، متابعة البنود الواردة في المحضر النهائي من أجل وضعها موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن. ويعكس ذلك رغبة مشتركة من الطرفين، بتوطيد أواصر التعاون والتنسيق بينهما في المرحلة المقبلة، خصوصا وأن المملكة كانت من أبرز رعاة لبنان وداعميه اقتصاديا وماليا وإنمائيا وسياسيا. توقيت مهم أوضح الكاتب الصحفي يوسف دياب، لـ»الوطن» أن توقيت توقيع هذه الاتفاقيات على قدر كبير من الأهمية، كونها تأتي مع انطلاقة الحكومة الجديدة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، لتطبيق الإصلاحات المطلوبة والتي تشكل رافعة للاقتصاد اللبناني وتحسين وضعه السياسي، إلى جانب أنها تترافق مع البدء بترجمة مقررات مؤتمر «سيدر» وما يعلق عليه من آمال على مستوى تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان. الدعم العربي أشار دياب ألى أن السعودية لم تكن يوما بعيدة عن لبنان بل على العكس كانت دائما حاضنة له، مبينا أن لبنان جزء من العالم العربي وقوامه الأساسي السعودية ودول الخليج العربي، وذلك امتداد للحماية الدولية للبنان. وأضاف «أتصور أن أغلبية اللبنانيين هم مع هذا المشروع، وحتى جمهور حزب الله يخشى إبعاد لبنان عن محيطه العربي، وكان هذا الجمهور يتذمر من المواقف المتطرفة للحزب تجاه دول المنطقة. وأعتقد أنه إذا وضعنا فريق 14 آذار الذي يدرك أهمية العلاقة مع السعودية، سيكون الفريق الآخر سعيدا لتعزيز الاستقرار في لبنان بخلاف الوجود الإيراني المعزز للانقسام بين اللبنانيين». وعن عودة السياح السعوديين إلى لبنان، قال «أعتقد أن الكل اليوم متفائل بأن صيف لبنان سيكون واعدا إلى أقصى الحدود مع تدفق السياح العرب».
مشاركة :