باحثة تكشف تاريخ اللغة القبطية من نشأتها لإضافتها للوحة مفاتيح google.. صور

  • 3/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أضافت شركة جوجل الحروف القبطية إلى تطبيق Gboard الخاص بها، ضمن التحديث الأخير الذي شمل إضافة 60 لغة، و"جي بورد" هو تطبيق لوحة مفاتيح افتراضية تعمل على نظام أندرويد وiOS، أصدرته جوجل في 2016. وسيتمكن مستخدمو"جي بورد"من الكتابة باللغة القبطية.تاريخ اللغة القبطية كشفته هاجر سعد الدين الباحثة الحاصلة على الماجستير في اللغة القبطية من كلية الاثار بجامعة الفيوم ودبلوم الدراسات القبطية في الاثار والفنون القبطية، وقالت إن اللغة المصرية القديمة بقيت متمثلة في مرحلتها الأخيرة القبطية مستخدمة بجانب العربية بعض الوقت.خاصة في الصعيد وبعض الأماكن النائية مثل قرية " الزينية- بحري" بمحافظة الأقصر، وهي القرية الوحيدة التي لا تزال تتحدث اللغة القبطية حتى الآن. وما زالت موجودة في كثير من العبارات في لغتنا الحالية، والتي يطلق عليها اللهجة العامية المصرية.وتابعت: يمكن أن نذكر، أن جان فرانسوا شامبليون نفسه تعلم العربية والقبطية قبل فك رموز الكتابة الهيروغليفية، ويقال إنه تعلم القبطية من كاهن مصري يدعى "يوحنا الشفتشي"،وبمعرفته القبطية والعربية، استطاع أن يقرأ ويفهم الكتب القديمة، ومن هنا استطاع ان يترجم نصوص حجر رشيد.كتبت اللغة المصرية القديمة عبر تاريخها الطويل بأربعة خطوط؛ منها ثلاثة خطوط من أصل واحد، وهي الهيروغليفي، والهيراطيقي، ثم الديموطيقي، والخط الرابع هو الخط القبطي الذي يعبر عن الأبجدية،وكلمة القبطية مشتقة من قبط،وتعد تحويرًا للكلمة اليونانية آيجوبتوس Aiguptι أو Aigupτ(ι)ὀν ،المأخوذة بدورها من الكلمة المصرية القديمة ( حوت كا بتاح) Hwt ka Pth .ومع دخول الديانة المسيحية مصر في النصف الثاني للقرن الأول الميلادي، واعتمادها لاحقًا على الكتابة بالخط القبطي،أصبحت كلمة قبطي تعبر عن الخط القبطي بصفة خاصة، وعن المصريين المسيحيين بشكل عام،رغم أن معناها الأصلي مصري،وهذا يوضح ببساطة أن التاريخ القبطي لمصر جزء لا يتجزأ من عمقها التاريخي، كما أن الكتابة القبطية، جزء لا يتجزأ من اللغة المصرية القديمة.ويعد الخط القبطي هو آخر مراحل تطور خطوط اللغة المصرية القديمة،وظلت نصوص اللغة القبطية متداولة من نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلاديين،حتى حلت محلها تمامًا اللغة العربية في القرن الحادي عشر الميلادي.ومع استمرار النصوص القبطية الليتورجية (المرتبطة بطقوس القداس) حتى نهاية القرن الثالث عشر وهنا يجب التفرقة بين استخدام اللغة القبطية في معاملات الناس في الحياة اليومية، واستخدامها في الشعائر والصلوات في الأوساط الدينية بين رجال الدين في الكنائس والرهبان في الأديرة.ويذكر بعض العلماء أن فترة المرحلة القبطية تمتد من 200 إلى 1000م، وترجع الكتابات التي تعبر عن القبطية المصرية مع ظهور نصوص برديات الكتاب المقدس والتي تؤرخ تقريبًا ب 300 بعد الميلاد، إلى ترجمات الكتاب المقدس من اليونانية إلى القبطية، ولكن لا يعرف بالضبط تاريخ أول هذه الترجمات.وتابعت: هنا يجب ذكر أن اللغة القبطية امتدت خارج مصر إلى النوبة العليا شمال السودان، بل إن اللغة الإثيوبية قد تأثرت أيضًا باللغة القبطية، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى أن الكنيسة الإثيوبية كانت تابعة للكنيسة المصرية منذ النشأة حتى وقت قريب.وعن سبب إضافة google اللغة القبطية إلى لوحة مفاتيحها: ترجع الأهمية الكبرى للخط القبطي إلى كونه يمثل آخر ما وصلت إليه خطوط اللغة المصرية القديمة من تطور في كتابة مفرداتها،والكتابة القبطية هي الوحيدة بين صور الكتابة المصرية التي تسجل الحروف المتحركة.وأعطت فكرة دقيقة عن طبيعة نطق الكلمات المصرية، وبالتالي فإنها تُظهر أيضًا اختلاف النطق من منطقة إلى أخرى، فتتضح في الكتابة القبطية فوارق اللهجات، وكذلك فإننا نستطيع من قراءة الوثائق القبطية أن نحدد اللهجة المكتوبة بها.وربما أراد مسيحيو مصر في بداية انتشار المسيحية قطع كل رابطةٍ لهم بالقديم، فاتخذوا اللغة القبطية بكتابتها المميزة بديلًا عن اللغة القديمة وخطوطها، بينما تمسك غير المسيحيين – من أهل العقيدة القديمة - بالخطوط القديمة.فتواصل الخطان الهيروغليفي والهيراطيقي على المسار الديني المصري القديم، بينما ظل الديموطيقي في الاستعمال العام والخاص بالمعاملات اليومية، حتى وصل الأمر عند بعض آباء الكنيسة الأوائل إلى التهكم والسخرية من استخدام الخط الهيروغليفي.

مشاركة :