ارتبط جمال محمد الجهني بالسبح وصناعتها منذ أكثر من ثلاثة عقود، فالرجل الخمسيني يهوى الأعمال الفنية والرسم والنحت، وحين تقاعد من عمله استغل جزءا كبيرا من وقته لمزاولة تلك الهواية التي تعلمها خلال سفره لمصر والمغرب وتركيا وشرق آسيا وغيرها من الدول حتى أتقنها. ويستخدم الجهني أنواعا من الاحجار كاليسر المكاوي والكهرمان والعاج وجميع أنواع الاخشاب النادرة التي تستورد من دول كأمريكا اللاتينية وغيرها، في صناعة السبح، لافتا إلى أن شغفه بالسبح بدأ حين شدته عملية الخراطة، إضافة إلى ملاحظته أن السوق يحتاجها. كان الجهني يجمع عددا من السبح التالفة ويسافر بها لمصر لإصلاحها، وبدأ يتعلم عليها، واشترى المكائن لصناعتها، وشيئا فشيئا تعلمها، حتى أصبح يمتلك ورشة خاصة به في منزله. وبين الجهني أن السبح تشكل دخلا اقتصاديا كبيرا، خصوصا في الحرمين الشريفين اللذين يفد إليهما ملايين الحجاج والزوار والمعتمرين، ويحرصون على شراء السبح لتقديمها إلى ذويهم في أوطانهم، كهدايا تذكارية من أرض الحرمين الشريفين. وقال الجهني: «غالبية ما يباع في السوق من السبح مستورد، وأتمنى لو كان هناك إنتاج محلي بأيدي شباب البلد، من خلال إدراج هذه الحرفة في التدرب في المعهد المهني، عبر ورش»، مبديا استعداده لتدريبهم حتى لو بالمجان.
مشاركة :