على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي انطلقت أمس الجمعة أولى عروض مهرجان القدس للفنون الشعبية، والذي تشارك فيه ست فرق شابة من مدينة القدس المحتلة في تقديم عروض تراثية متنوعة. وينظم المهرجان مركز يبوس الثقافي ضمن مشروع إشراقات لتنمية وحماية الشباب في القدس، ومشروع خلق واقع اجتماعي ثقافي إبداعي جديد وإنعاش الحياة الثقافية في القدس، وتشارك فيه كل من فرقة نهاوند للمواهب الشابة، ونبع التراث المقدسية، وشموع القدس للفنون الشعبية، ونادي جبل الزيتون، ورواق القدس للدبكة الشعبية، والقدس للفنون الشعبية. كما تشارك في المهرجان الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة في عرض تراثي خاص يحمل اسم يا ستي. حماية الهوية تقول مديرة مركز يبوس الثقافي رانيا الياس يركّز المهرجان على حماية الشباب المقدسي الفلسطيني، والحفاظ على الهوية الفلسطينية داخل القدس من خلال الفرق التراثية التي نعطيها منصة لإبراز عروضها الجديدة من خلال هذا المهرجان. وأضافت الياس-في حديثها للجزيرة نت- نهتم بفئة الشباب ونسعى لتعميق التواصل بين المراكز الثقافية والفرق الفنية المقدسية المختصة بالفن الشعبي لتطوير أدائها، وها نحن اليوم نشهد إقبالا كبيرا من فئة الشباب فهم المستهدفون في هذا المهرجان. من جانبه قال مدير البرامج في مركز يبوس الثقافي خالد الغول إن هذه الأمسية الفنية التراثية تأتي في غمرة مواجهة شديدة بين الذاكرة والنسيان، ليساهم شباب القدس المعزول والمحاصر من خلالها بتذكير المقدسيين باللوحات الفلسطينية التراثية المختلفة. ووصف الغول القدس بأنها مدينة الكثافة والاختزال التي تستعصي على الطمس والاندثار، وها هي تطلق اليوم معاني الحب والصمود والغزل والمقاومة والعشق والحرية والعادي والاستثنائي في أغنيات الأرض والإنسان التراثية، وتعلن انطلاق مهرجان القدس للفنون الشعبية لعام 2015. وافتُتح المهرجان بعرض من فرقة نهاوند، وهي فرقة غنائية راقصة أسست في القدس عام 2009 وتعمل على بناء أعمال فلكلورية معاصرة تعبر عن التراث المقدسي الفلسطيني، وتهدف لترويج الثقافة المقدسية الفلسطينية، واستقطاب مواهب شابة لتطويرها بهدف إنتاج أعمال فنية. الطموح.. القدس يقول المدرّب والعضو في فرقة نهاوند يزن أبو عيشة إن مشاركة الفرقة بالمهرجان يعد تحديا بسبب ما تواجهه المدينة من احتلال على كافة الأصعدة، فشباب القدس مستهدف بنشر المخدرات في صفوفه، والاعتقال والحبس المنزلي، وعلى صعيد التعليم نواجه تحريف المناهج، لذا نحن كفرق شعبية مقدسية نشهر سلاح التراث في وجه المحتل لنثبت له أننا صامدون رغم كل ما نتعرض له من قمع وتشويه واعتداء. وأردف قائلا أقدم عروضا فلكلورية في عدة أماكن إلا أن العرض الذي أقدمه في مدينتي وأمام جمهورها يتميز بنكهة مختلفة، فلا أحلم بالشهرة والنجومية لأن القدس هي طموحي وحلمي. واعتلت فرقة نبع التراث المقدسية المسرح أيضا وأسست الفرقة عام 2008 بهدف حماية الموروث الثقافي والتراثي الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص، وتسعى الفرقة لتثبيت وتعزيز الهوية والحس الوطني لأبناء القدس. نرد بالابتسامة تقول إحدى أعضاء الفرقة نسرين وسام (17 عاما) نحاول من خلال الرقص الشعبي إثبات وجودنا على هذه الأرض، ونهتم بإيصال رسالة إلى كل العالم مفادها، أنه رغم وجود الاحتلال وتنغيصه يبقى الشعب الفلسطيني يحب الفرح والغناء، وعروضنا بالقدس رسالة واضحة للاحتلال بأنه مهما يضيق علينا ويستهدف شبابنا وأطفالنا بالقتل المباشر سنبقى مبتسمين صامدين على أرض هذه المدينة المقدسة. وتميز المهرجان بحضور مقدسي رسمي وشعبي لافت وكان من بين الحضور وزير شؤون القدس عدنان الحسيني الذي أثنى على أهمية المهرجان واحتضان مدينة القدس له في مرحلة يسعى الاحتلال فيها لسرقة مزيد من تراث المدينة، مثمنا جهود الشباب المقدسي المرابط ودوره في التصدي لمحاولات التهويد المستمرة.
مشاركة :