التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لمدة 80 دقيقة في جنيف أمس، وأجريا محادثات صعبة حول أزمة أوكرانيا التي تجاوزت حصيلة ضحاياها الـ6 آلاف قتيل منذ نيسان (أبريل). وأجرى زعماء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا محادثات هاتفية تناولت اتفاق السلام في أوكرانيا والنزاع حول إمدادات الغاز بين موسكو وكييف، والذي بحثه نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والأوكراني فولوديمير ديمتشيشين في بروكسيل. وأشار لافروف، في ختام لقائه مع كيري، إلى «تقدم ملحوظ» في تطبيق اتفاق «مينسك2» لوقف النار في شرق أوكرانيا وسحب الأسلحة الثقيلة منذ 15 شباط (فبراير) الماضي، على رغم أن الجيش الأوكراني أعلن مقتل أحد جنوده وجرح 4 خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وكان لافروف حذر في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان، من أن «الذين يريدون تخريب تسوية سياسية عبر شحنات أسلحة سيتحملون مسؤولية كبيرة»، في إشارة إلى نيات الولايات المتحدة. كما ندد بـ «تظاهرات النازية الجديدة» في دول عدة، وبـ «القومية العدائية وكره الأجانب وعدم التسامح الديني». واقرّ كيري بأن «وقف النار في شرق أوكرانيا لم يبلغ مرحــلة التـــنفيذ الكـــامل، ولكننا نأمل في أن يصبح كذلك قريباً، ويبدأ التغيير الذي سيعني تحســـناً للجـــميع، وســـلوك الطريق نحو مزيد من الانفراج، وليس مزيداً من الخيبات». واعلن كيري انه أبلغ لافروف ضرورة تطبيق موسكو والانفصاليين الذين تدعمهم اتفاق وقف النار في كل المناطق وبينها مدينة ديبالتسيف على مشارف ماريوبول، أو مواجهة تداعيات مضرّة باقتصادها. وبعد أيام على اتهامه المسؤولين الروس بأنهم «كذبوا» عليه في شأن معارك شرق أوكرانيا، صرح كيري بأن الرئيس الروسي أساء تفسير الكثير مما تفعله واشنطن وتحاول فعله في أوكرانيا، «إذ لا نشارك بصفة شخصية في النزاع بل نحاول دعم القانون الدولي عبر احترام سيادة دولة أخرى ووحدتها». وكان عضو في الوفد المرافق لكيري خفف من أهمية تصريحات الأخير حول «كذب» المسؤولين الروس، وقال طالباً عدم كشف هويته: «كان كيري يتحدث عن جهاز الدعاية الروسي».
مشاركة :