قال المؤرخ راضي محمد جودة، إن جنود الاحتلال الإنجليزى تلقوا عذابًا كبيرًا فى بعض القرى مثل زفتى وميت غمر، وهو ما يعبر عنه المثل «ما أزفت من زفتى إلا ميت غمر».وأضاف جودة خلال تحدثه باحتفالية "البوابة نيوز" بمئوية ثورة 1919: "هذا المثل خرج من الاحتلال البريطانى وقتها، نظرًا لما عاناه الجنود البريطانيون من مقاومة شعبية هناك، والتى شهدت الإعلان عن استقلال بعض هذه القرى مثل زفتى وميت غمر، والمنيا، فارسكور وقتها قامت بعمل مملكة مستقلة، وأجزاء كثيرة أعلنت استقلالها، كان لهم دور كبير فى إحراج الاحتلال البريطانى أمام العالم كله خاصة أن بريطانيا وقتها كانت منتصرة من الحرب العالمية الأولى، وهى الامبراطورية التى لا يغيب عنها الشمس".وتابع: "تعد الثورة فى الصعيد من نوادر ثورة ١٩ خاصة فى أسيوط، والتى شهدت مقاومة للاحتلال البريطانى على أعلى درجة، ففى ١٠ مارس بدأت الثورة بشكل سلمى، حيث قام أبناء الصعيد بإرسال برقيات للسلطان بشأن اعتقال سعد زغلول ورفاقه، كما خرج طلاب كل المدارس بالمديرية فى المظاهرات والتى قابلها الاحتلال بإطلاق الرصاص، وتفتيش المنازل ليلًا، وهو ما قوبل بالرفض، كما أن أهالى الصعيد قاموا بالاستيلاء على كل ما هو ملك للاحتلال من محال تجارية وغيرها، ووقتها قام الاحتلال بتجميع جميع أبناء الجاليات الأجنبية ووضعهم فى إحدى المدارس، ووضعوا لها سياج، وقام أهالى الصعيد باقتحام هذه السياج، وقاموا بمعاقبتهم".واختتم: "قام الاحتلال بالاستعانة بالطائرات لضرب أهالى أسيوط، وهو الشيء الذى يحدث لأول مرة، وهو جعل الطيران بإطلاق النار على المدنيين، وهذا ما ألهب حماس أهالى أسيوط".
مشاركة :