مكونات الدولة الأساسية: الأرض والشعب، الحكومة. وتعرف:إنها إقليم (أرض) يسكنه مجموعات من الناس (الشعب)، ولهم سلطة تنظم أحوالهم (حكومة).. وهذه السلطة تتكون من ثلاثة مقومات أساسية، السلطة التشريعية، البرلمان ومجالس الشعب، السلطة التنفيذية وهي الحكومة التي تسير البلاد، والسلطة القضائية، وهي المستقلة عن كلا السلطتين السابقتين، فيما بعد تم إضافة السلطة الرابعة وهي مجازية في رأيي وهي الإعلام، عندما يكون مستقلا وناضجا، ويحاكي رأي الشعب ومتطلباته الحياتية الكريمة.. السلطة في التوزيع آنف الذكر تعني تسيير أمور البلاد بما يحفظ كرامة شعبها وحقوقها وأراضيها، الحكومة منوطة بتنفيذ ذلك وأي تقصير منها يجعلها مسؤولة أمام السلطة التشريعية، وفي حالة وجود عبث أو فساد يتم إحالتها للسلطة القضائية سواء متضامنة أو كأفراد.. من هذه المقدمة نجد أن السلطة لا تعني التسلط ولكنها تعني العمل المتكامل لمصلحة الدولة ككل بما في ذلك توفير الأمن التام للمواطن في تنظيم الجيش للدفاع عن الوطن ضد أي اعتداء خارجي، وتوفير الأمن الداخلي عبر المؤسسات الأمنية/ شرطة بفروعها، وحرس وطني.. وتسيير الأمور الحياتية من أجهزة الدولة المتعددة صحة وتعليما وطرقا.. السلطة لديها مهام واضحة ومعلومة لحفظ الأمن للشعب كجماعات وأفراد، وحفظ الممتلكات العامة والخاصة..كما لديها صلاحيات وأنظمة صريحة وشفافة للعمل ضمن حدودها، كذا بشأن موظفي الدولة عموما، كل شخص يسيء استعمال هذه السلطة لمصلحة ذاتية أو تحصيل شخصي أو مجاملة لمجموعة أو شخص يكون عرضة للمساءلة القانونية.. يتحمل بذاته لا بجهازه. فالسلطة لا تعني الشك ولا التسلط ولا البحث عن مثالب ومعالجتها بمثالب أكبر، وقد حدث أن وجدت تجاوزات كثيرة في وطننا على مر العشرين سنة الماضية وأكثر، ولعل هذه التجاوزات أوجدت عقابا، ولكن لم نرَ كمواطنين نتائج التحقيق أو المحاكمات، ولعل ذلك يوّثر إلى قدر كبير في المصداقية بين الجهات الحكومية والشعب.. الصحافة والإعلام الذي يمثل ما قد تعارف عليه بالسلطة الرابعة أخذ منحنى كبيرا، بين إبراز تجاوزات جهاز بذاته، فيما غض النظر عن تجاوزات أخرى، وبالوقت ذاته قد تفقد الجهة التي منها تجاوز كبير حد اللباقة ربما من باب (خذهم بعالي الصوت لا يقولون ذلوا) فهيئة الأمر بالمعروف لم تتعامل معاملة طيبة على مستوى الأحداث التي حصلت من فرقها الميدانية.. فيما رئيس الهيئة الذي وجد هيئته محاصرة بكم من الانفعال، فتجاوب بنفس مستوى الانفعال المعاكس.. فلا يعني أن تكون الهيئة قدمت الكثير حسبما أفاد، أن يجيز لها ذلك الدفع للقتل والإصرار عليه.. وتنسى أنها في شارع عام ومكتظ قد تكون حصيلة القتل ليس شهيدين ولكن ربما يصل الأمر للعشرات ولكن الله قدر ولطف سبحانه وتعالى.. قد لا أكون في مقالي هذا أريد التركيز على فعل هيئة الأمر بالمعروف، ولكن للتأكيد على أن الأنظمة لم توضع ليتم تجاوزها ولكن ليتم تفعيلها، فجهاز الشرطة وخاصة المرور يطارد بشكل مزعج ويؤدي لموت محقق مثالاً/ عائلة القشعمي التي قضت قبل حوالي ثلاثة أشهر. كما أن هناك حوادث أخرى قد حدثت ربما لم تلفت نظر الصحافة وربما تناولتها بخبر او خبرين.. وقد حدث ذات مرة أن كدنا نفقد حياتنا بسبب مطاردة بين الشرطة ورجل، ففيما نحن في التقاطع عابرين الإشارة الخضراء دخلت سيارة تسير بسرعة فائقة قاطعة الإشارة الحمراء وتتبعها سيارة الشرطة.. ولولا رحمة الله لفقدنا حياتنا وكنا أربع سيدات والسائق خامسنا. النظام واضح وصريح في منع المطاردات، ويجب الالتزام به مهما كانت الأسباب فالأرواح البشرية ليس سهلا القضاء عليها.. لعل هذه التجاوزات أثرت كثيرا في المجتمع ككل، في الصحة والتعليم حدثت أمور ما كان يجب ان تحدث لو كان النظام صارما في التنفيذ، فكيف فقد المعلم هيبته وقوته المعنوية لدرجة أن يقتل معلم ويضرب آخر بفأس!! هي أمور تشابكت ولابد من العمل على تدبر أمر هذا التشابك وفتح عقده.. ولنا أمل فإذا شخص الداء سهل معرفة الدواء.
مشاركة :