المعرفة درب التنمية البشرية بمجملها - شريفة الشملان

  • 2/10/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المعرفة كالهواء متاحة للجميع، والبحث عنها ليس بالأمر الصعب مع تطور الاتصالات، وتحديد الهدف، لم تعد محتكرة على الرهبان وسدنة الدين، فقد فتح التعليم الباب على مصراعيه للباحثين والمفكرين. عندما يكون في الإنسان رغبة جامحة للبحث عن المعلومة من جهاتها الموثوقة، قد يستطيع أن يجدها، يطور قاعدة معلوماته، وقد تكون هناك صعوبة للوصول لها خاصة في الجهات التي تحتكر المعلومة والتي قد يُرى أنها من الأسرار القومية أو العلمية خاصة ما يتعلق بالأبحاث، رغم ما جاء في أنظمة حقوق الإنسان من (الحق بالوصول للمعلومة). المعلومة خاصة الوطنية هي حق للمواطنين في المعرفة مثلا الميزانيات والتطوير الذي يحدث ضمن مدينتهم والمشاريع المستقبلية، من بناء وشق الطرق ومد سكك الحديد، كما حقهم في معرفة تطوير التعليم والأخذ بناصية العلم والتقدم في العمل للأجيال القادمة، سواء في عملية حفظ الثروات أو في طريقة صرفها، وتنميتها للتوالد حفظا لبقاء الكسب والمورد المستمر والمطور. المعلومة ومواكبة المستجد في كل موضوع ضرورية، فالمعلومات لدى المعلم لن تكون كما أخذ يعطي، ولكن كما أخذ، طور ووسع وواكب، حتى لا يغلبه طلبته من جهة، وحتى يكون لديه حب يزرع لديهم الفضول للبحث والتقصي، حتى في صفوف الأعمار الصغيرة.. وهم عادة لديهم فضول قوي للاكتشاف. المهندس بطبعه فضولي، واسع الإدراك وعادة منظم يعرف كيف يضع اللمسات للمشاريع كما يضع جزءا من ذاته وفكره مقروناً بالفن (زها حديد) مثلا، وهذه الذات تكون مصقولة كما يصقل الحجر النفيس.. يتطور كتطور علوم الهندسة ويمكن أن يبدع بها، مثل ذلك ممكن أن نقيس لمختلف المهن ليست مهنة دون أخرى. فكرة تدوير القمامة كانت جيدة وتم تطويرها ولعلنا نذكر بالخير كاتبنا (الجاحظ) وهو يتحدث عن أحد بخلائه الذي لم تكن لداره قمامة، فكل شيء فيها يمكن أن يذهب لحاجة، أو لصانع، فإذا بقي التراب نظيفا، أمر أهل بيته بالاغتسال عليه، حتى إذا كان طينا جعله لبناً للبناء.. قد يكون في حكاية جاحظنا ضرب من السخرية لكنها سخرية الذكاء والتدوير. إن ورود مثل هذه الحكيات قد يحفز الفكر لتدوير الأشياء الأخرى.. والتفكير باعادة إنتاج أفضل.. هذا بالضبط ما فكرت به وأنا أكتب هذا المقال أن المعلومة مهمة جدا، للتفكير بها والانطلاق منها لفكر آخر ومن ثم وضع معلومات جديدة للموضوع ذاته، تنفع المختص كما غير المختص، فليست فقط لاثراء المعلومات وإذكاء وتوقد حركة العقل إنما أيضا للتوالد ولتتفتق عن أفكار ومعلومات جديدة، وتتزاوج كما في تزاوج الكيمياء بالفيزياء، وما يستفاد منه في جميع مجالات الحياة. عندما نتحدث بموضوع أمام جمع من الناس، إذا كان يلزمنا معرفة نوع الجمهور المتلقي، فإنه يلزمنا أكثر أن نكون واعين لموضوعنا جيدا، ملمين بجوانبه، ونملك المعلومات الخاصة به.. وهذا ما أقوله دائما لزميلات العمل التأكد من المعلومة قبل كل شيء، في مجال المحاضرة وموضوعها.. ولعلهن يكن أشد حرصا على المواد القانونية والأنظمة المتعلقة بعملهن وتفرعاتها سواء فيما لدينا داخليا أو في العالم العربي ما حولنا، وكذا بالأنظمة الدولية.. وما يترتب عليها.. ليس فقط للتأكد من صحة المعلومة، وإنما ليقمن بالتحفيز الفكري لمن حضر. عودة على بدء، المعلومة إن كانت حقا فالبحث عنها هو واجب الباحث والدارس، ولا يختلف المتلقي عن ذلك، والتحفيز لها والفضول لتنميتها هو حق من حقوق الأجيال التي نربيها بين أيدينا الآن، ذاك يشجع على استزادة الأمة من الفكر وتطويره خاصة في البحث العلمي والاقتصادي الذي هو العمود الحقيقي للأوطان.. ولا تتم تنمية الاقتصاد إلا بالمعرفة الفعلية لطرق الصرف وتوليد مجالات الكسب والتنمية البشرية بمجملها..

مشاركة :