تأهل 4 أندية إنجليزية لا معنى له إذا لم يحصد أحدهما اللقب

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يشيد كثيرون بتأهل أربعة أندية إنجليزية للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وتأهل تشيلسي وآرسنال لدور ربع النهائي للدوري الأوروبي أيضا، ويرون أن هذا الأمر يعد مؤشرا واضحا على قوة الأندية الإنجليزية. لكن السؤال المطروح الآن هو: لماذا لم يحدث هذا الأمر منذ فترة طويلة؟ لقد مرت عشر سنوات كاملة على آخر مرة وصلت فيها أربعة فرق إنجليزية لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا. وكان ذلك بالتحديد في عام 2009. عندما نجحت ثلاثة من هذه الفرق في الوصول إلى الدور نصف النهائي، لكن كان نادي برشلونة الإسباني هو من فاز بلقب تلك البطولة في نهاية المطاف، وكان ذلك في أول موسم للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا مع العملاق الكتالوني. ونظرا لأن طرفي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في الموسم السابق لعام 2009 كانا إنجليزيين عندما واجه مانشستر يونايتد تشيلسي في موسكو، ونظرا لأن ناديا إنجليزيا كان دائما طرفا في المباراة النهائية للبطولة في الثلاثة مواسم السابقة، فإن تأهل أربعة أندية إنجليزية للدور ربع النهائي للبطولة في ذلك العام كان يبدو شيئا عاديا وطبيعيا. في البداية، يجب التأكيد على أن الأندية الإنجليزية لديها أفضلية واضحة فيما يتعلق بعائدات البث التلفزيوني، وهو ما يعني أنها تمتلك أموالا أكثر من غيرها. لكن خلال العشر سنوات التالية، لم يصل سوى ثلاثة أندية إنجليزية فقط إلى المباراة النهائية، ولم يتمكن سوى فريق إنجليزي واحد، وهو تشيلسي، من الفوز بلقب البطولة، وقد حدث ذلك في ظروف استثنائية للغاية. ومن حق الإنجليز أن يحتفلوا الآن وبأي طريقة يريدونها بتأهل أربعة أندية إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، لكن يتعين على الأندية الإنجليزية أيضا أن تسأل نفسها عن الأسباب التي جعلتها تحقق هذه النتائج المتواضعة في دوري أبطال أوروبا على مدار العشر سنوات الماضية. وهناك أسباب تخص كل ناد على حدة، فهناك بعض الأندية التي كانت تمر بمرحلة كبيرة من التغيير، وهناك أندية أخرى أقالت مديريها الفنيين أو عانت من غياب أهم لاعبيها بسبب الإصابة في وقت هام وحرج من الموسم. وقد عانت الأندية الإنجليزية من لحظات أثرت كثيرا على مسيرتها في دوري أبطال أوروبا خلال تلك الفترة، مثل البطاقة الحمراء التي تلقاها ناني أمام ريال مدريد في آخر مباراة للمدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون في دوري أبطال أوروبا، وما زلنا نتذكر أيضا رعونة لاعبي مانشستر سيتي في مراقبة تيموي باكايوكو الذي سجل هدفا حاسما لموناكو وأخرج النادي الإنجليزي من البطولة بعد احتساب قاعدة الهدف خارج ملعب الفريق بهدفين. كما نتذكر الخمس دقائق الفوضوية التي عانى منها توتنهام هوتسبير أمام يوفنتوس الموسم الماضي، والخطأ الكارثي للحارس الألماني لوريس كاريوس في مباراة ليفربول أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. لكن المحصلة النهائية تشير إلى أن نتائج الفرق الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا خلال هذه الفترة لم تكن جيدة. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: ما الذي تغير الآن؟ ربما يتمثل الأمر بكل بساطة في أن الحظ قد بدأ يقف إلى جانب الفرق الإنجليزية، والدليل على ذلك أن نادي مانشستر يونايتد تأهل بعد الفوز على باريس سان جيرمان بين جمهوره وفي عقر داره بفضل إحرازه لهدف من ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة من المباراة احتسبت بعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد. لكن الفوز بهذه الطريقة لا يعني أن مانشستر يونايتد سيكون قادرا على الفوز بلقب البطولة في نهاية المطاف. ومن غير المعقول أن نسمع مديرين فنيين يقودون أندية مدججة بأغلى النجوم الذين يمتلكون خبرات هائلة يتحدثون عن معاناة فرقهم بسبب نقص الخبرة، فقد رأينا المدير الفني الإسباني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، الذي فاز بدوري أبطال أوروبا في أول موسم له في عالم التدريب وهو يصف لاعبي مانشستر سيتي هذا الأسبوع بأنهم مجموعة من «المراهقين» فيما يتعلق بالخبرات الأوروبية. لكن في نفس الوقت، يجب الإشادة بكل من توتنهام هوتسبير وليفربول سبب تحقيقهما لنتائج جيدة على الفرق الألمانية في عقر دارها والتأهل للدور ربع النهائي. وقد صرح المدير الفني الإسباني لويس فان غال، خلال فترة توليه قيادة مانشستر يونايتد، بأن فشل الأندية الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا يعود إلى المجهود الكبير الذي يبذله اللاعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز أو ما أطلق عليه اسم «سباق الفئران». لكن يمكن القول بأن هذا السباق قد أصبح أقل شراسة من ذي قبل وأن المنافسة لم تعد بنفس القوة، والدليل على ذلك أن 63 مباراة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي كانت نسبة الاستحواذ بها تصل إلى 70 في المائة أو أكثر لفريق من الفريقين، وهو الأمر الذي يعني أنه كانت هناك بعض المباريات التي تحقق فيها الفرق الكبرى الفوز بكل سهولة، وحتى لو لم تحقق هذه الأندية الفوز فإن مجريات اللقاء تصبح من طرف واحد وبشكل ممل. ولا تزال الأندية الإنجليزية تمتلك أفضلية واضحة في النواحي الاقتصادية والمالية. ربما يكون مانشستر يونايتد قد تخلى عن مركز الصدارة في قائمة أغنى أندية العالم في قائمة شركة «ديلويت» للمحاسبة، لكن لا تزال هناك ستة أندية إنجليزية في قائمة أغنى أندية العالم. وهناك درجة كبيرة من الاستقرار بين الأندية الأربعة التي تشارك في دوري أبطال أوروبا، حيث كان ثلاثة منها تحت قيادة نفس المديرين الفنيين منذ ثلاث سنوات على الأقل، في الوقت الذي عثر فيه النادي الرابع – مانشستر يونايتد – على المدير الفني الذي أعاده إلى المسار الصحيح، وهو النرويجي أولي غونار سولسكاير. لكن كل هذه الأشياء لا تغير حقيقة أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد حققت نتائج متواضعة في دوري أبطال أوروبا على مدار العشر سنوات الماضية رغم الموارد المالية الهائلة التي تمتلكها. صحيح أن وصول أربعة أندية إنجليزية إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم يعد إنجازا جيدا، لكن هذا الإنجاز لن يكون له أي معنى إذا لم يتمكن فريق إنجليزي من حصد لقب البطولة في نهاية المطاف!

مشاركة :