تقصم ظهور الآباء.. هدايا المعلمات في عيد الأم من وردة وجواب للذهب وعطور فيكتوريا سيكريت

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تجهز لمدرسته وحمل حقيبته، وضع فيها كتبه التي تعمد اليوم ألا يملأها بالكتب حتى يترك مكانا فارغا للهدية التي أحضرها لمعلمته، ليس بمناسبة عيد ميلادها، بل عيد الأم الذي أوصته والدته أن يحضر فيه هدية لمعلمته، وبوجهه الذي رسمته ابتسامة عريضة وعيون تغمرها الفرحة، وبكل براءة وحب غير مشروط، أعطى محمد الوردة لمعلمته مرفقة برسالة كتبها بخطه الذي بالكاد تعلم كيفية كتابة بعض الكلمات فصاغها لها.كبر الطفل وشاب وغدا اليوم أبا، العام الأول لطفله بالمدرسة، فأقبل على ابنه يخبره بإعطاء معلمته وردة وجوابا كما اعتاد الأب أن يفعل في صغره، فما كان جواب طفله إلا أن رمقه بنظره سخرية وتهكم رافضا الاقتراح، وطلب شراء هدية ذات قيمة لمعلمته الأنيقة التي ترتدي رونق الأشياء ليصبح مثل زملائه في الفصل.تغيرت الأيام وتبدلت السنون، لتصبح الورود والجوابات موضة قديمة يخجل الأطفال من تقديمها لمعلماتهم، يتنافسون فيما بينهم البعض لتقديم أفضل الهدايا، يتذكر أولياء الأمور الهدايا التي أحضروها قديما، رمزية تحمل قيمتها الثمينة بين ثناياها فأسعدت المعلمات عن طيب خاطر.كانت في البداية وردة وجوابا، تغيرت بعد ذلك إلى أكواب وكاسات تحتاجها الفتيات لجهاز العروس، ثم دخلت إليها اكسسوارات وحلي بسيطة، حتى أدخلت إليها هدايا جديدة أدهشت أولياء الأمور وتتطلب ميزانية بمفردها، فبات لا يحمل هم مصروف أبنائه وتعليمهم فقط، بل أيضا إرضاء معلماتهم. دينا حسن، استعادت ذكرياتها في عيد الأم وهدايا المعلمات التي كانت تحضرها، مشيرة إلى أن والدها اعتاد أن يهدي المعلمات هدايا من الذهب، واليوم أصبحت معلمة ويهاديها طلابها بالأكواب.ولية أمر أخرى، احتارت في الهدية التي ستحضرها لمعلمات أطفالها، ويبدو أن هذه الحيرة كانت جماعية، فدشن الأهالي "جروب" على "واتس اب" للاتفاق على الهدايا التي يحضرونها لأطفالهم، وتراوحت الاقتراحات بين مقتنيات فضة وساعات.إسراء طلعت، معلمة منذ ثلاث سنوات، تنوعت هداياها خلال أعياد الأم من طقم جيلي إلى كاسات وطبق فاكهة وبرفان وخلاط كهربائي، بجانب العديد من الأكواب، أما خلود حمدي فحصلت على هدايا فضة ومكياج وشيكولاتة.بسمة صلاح استرجعت ذكرياتها قائلة إنها اعتادت شراء العطور لمعلماتها، وأخرى قالت إنها اشترت "أباجورة للمعلمة".كان طموح الطلاب قديما متواضعا في هدايا قيمتها المادية زهيدة ولكنها بثت الفرحة في قلوب الهادي والمهدى إليه، اليوم، يتمنى الأطفال شراء مقتنات ذهبية لمعلماتهم، وتبقى الأزمة في الأسر التي لها أكثر من طفل، فتضطر إلى شراء أكثر من هدية لكل معلمة.فاطمة جمال أشارت إلى أن ابنتها استوقفتها أمام أحد محلات العلامة التجارية الشهيرة "فيكتوريا سيكريت"، متمنية شراء هدية لمعلمتها منها، مع العلم أن أسعار العطور بها تبدأ من 300 جنيه، ما دعا الأم إلى الغضب على ابنتها والذهاب بعيدا عن المحل.مروة أحمد، استوقفها ابنها أمام أحد محلات الذهب، طالبا شراء خواتم لمعلماته الأربع ومثلها لمعلمات أخيه الأصغر، لم يكن أمام الأم سوى جذب طفلها من يديه والتحرك لإبعاد الأفكار التي تراوده.

مشاركة :