تعتبر الدكتورة إيناس عبدالدايم، أول سيدة تتولى منصب وزارة الثقافة، وكان المنصب موقوفًا على أصحاب الكتابات الفكرية والفلسفية، لكنه اتخذ منحى جديدا بتولى «عبدالدايم» الوزارة لكونها سيدة وأيضا فنانة وعازفة فلوت.لم تجلس وزيرة الثقافة فى مكتبها، بل نزلت إلى المواقع الثقافية لمباشرة سير الأنشطة، وبث الدعم فى نفوس العاملين، وإزالة كافة العراقيل التى تقف أمام المهتمين بالشأن الثقافى، كما شاركت فى العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية. اتخذت «عبدالدايم» العديد من القرارات الصائبة، التى وصفت بالجرأة، بعدما نظرت فى آلية عمل المؤسسات الثقافية والخدمية بشكل شامل، كان من بينها إنشاء فرع لأكاديمية الفنون بالإسكندرية، واستعادة عمل الكثير من المواقع الثقافية المغلقة، مثل مركز طنطا الثقافى الذى استمر إغلاقه لأكثر من ١٠ سنوات، وقصر ثقافة دسوق، الذى استمر إغلاقه لمدة ١٥ عاما، وافتتحت قصر ثقافة الزعيم جمال عبدالناصر ببنى مر، وقصر ثقافة شرم الشيخ، والمسرح العائم الذى يتم افتتاحه خلال الأيام القليلة المقبلة، ومتحف الروائى العالمى نجيب محفوظ، الذى تعطل افتتاحه لسنوات.جعلت «عبدالدايم» من أولوياتها الاهتمام بقصور الثقافة، لاستعادة المصريين لفضيلة القراءة والاطلاع وممارستهم لكل أشكال الثقافة والفنون، حتى يقل ميل الشباب للتطرف، وتنجح المعادلة فى استقطاب المجتمع ناحية السلام والفنون والحب ونبذ ما تنشره التيارات المتطرفة التى تشبه الخلايا السرطانية النائمة وسط الجميع، إن قراءة كتاب والقدرة على الاستمتاع بالموسيقى والغناء والتلذذ بجماليات الفن التشكيلي، هو الخطوة الأولى لنجاح السيدة فى تفعيل حالة مجتمعية تقوم على حب الفن والجمال بصورة قوية. تاريخ وزيرة الثقافة يحمل أيضا التصدى للهجمة الإخوانية إبان حكمهم البائد على مؤسسات الوزارة، وكانت الشرارة الأولى لمقاومتهم واتخاذ قرار الاعتصام فى مقر الوزارة من مكتبها فى دار الأوبرا بعد إقالتها، هو ما ترتب عليه وقوف جميع المثقفين فى وجه طغيان الإخوان وكانت شرارة ثورة يونيه وزارة الثقافة. درست إيناس عبدالدايم الموسيقى بمعهد الموسيقى العالى «كونسرفتوار» القاهرة، وهى عازفة فلوت، سافرت فى منحة دراسية إلى فرنسا حتى يناير عام ١٩٩٠، وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه فى آلة الفلوت من المدرسة العليا للموسيقى بباريس، وشاركت فى العديد من الحفلات داخل مصر وخارجها.
مشاركة :