لست معتاداً على الدخول في سجال مع أحد أو الرد على من ينتقد البرامج التي أقوم بتقديمها؛ لإيماني المطلق بحرية إبداء الرأي أولاً، وثانياً لأني أرى أن أي نقد يوجّه هو أمر ايجابي لمصلحة البرنامج، أستفيد منه على المستوى الشخصي، لتقويم أي نقص في حال وجد. لكني أجد نفسي أحيانا مضطرا الى التعليق على بعض ما يثار من باب توضيح بعض الأمور، خصوصا إن شابتها بعض المغالطات. طالعتنا مؤخراً صحيفة القبس الغراء بمقال للنائب السابق مبارك الدويلة تحت عنوان «باقر وتقصّي الحقائق» حوى اشارات فيها غمز ولمز على برنامج الصندوق الأسود؛ لذا أحببت توضيح التالي: أولا: الإيحاء بأن البرنامج أو مقدمه يحمل خصومة شخصية مع كاتب المقال المذكور هو اتهامات عارية من الصحة، فشخصيا لا أحمل ضغينة لأي شخص مهما اختلفت معه وأتجنّب تماما الدخول في النوايا أو الحكم عليها، ومسار هذا البرنامج خير دليل على أننا نتعامل بمهنية تامة مع الجميع على حد سواء. ثانياً: الايحاء بأن البرنامج استدرج الضيف الكريم في موضوع عرض صدام حسين تولي الحكم على جماعة الاخوان المسلمين خلال الغزو العراقي أيضا، طرح فيه كثير من التسطيح والدخول في النوايا؛ لسببين: الاول ان الضيف يمتلك من الخبرة الطويلة التي لن تنطلي عليه أي محاولة للاستدراج على فرض انها حدثت، والسبب الثاني اننا ومن باب الموضوعية والمهنية نشرنا مقطع الفيديو الذي تحدث فيه بشكل صريح كاتب المقال عن تلقّي جماعة الاخوان عرضاً للحكم من صدام حسين، وفق نص كلامه. ثالثاً: الايحاء بأن البرنامج يسعى للشهرة على حساب التعرّض لجماعة الاخوان المسلمين ايضا ادعاء باطل وفيه اجحاف متعمّد للواقع! وأود هنا أن ألفت عناية النائب السابق الى أن برنامج الصندوق الأسود هو البرنامج المحلي الوحيد منذ عشرات السنين، الذي أتاح الفرصة كاملة وبإسهاب تام لبعض رموز الجماعة ومؤسسيها للحديث عن الحركة وتاريخها، وحلقات د. ناصر الصانع ود. عادل الصبيح خير دليل، وذلك لإيماني المطلق بافساح المجال لجميع أطياف ومكوّنات الشعب الكويتي بتوثيق روايتهم التاريخية بكل مهنية وبمسطرة واحدة، سواء اتفقنا ام اختلفنا مع تلك الرواية. ختاما، أود التأكيد على حرصي واهتمامي باستمرار برنامج الصندوق الأسود، الذي ما زال يُعرض في موسمه الثالث على التوالي، وحاليا يعرض وبنجاح على القبس الالكتروني. ورغم الجهد المضني الذي يرافق البرنامج في كل مراحل التحضير له التي تمتد إلى شهور أحيانا لكل ضيف، فإنني مؤمن بأنه مستحقّ وضروري من أجل توثيق تاريخ الكويت السياسي على لسان من عاصروا هذا التاريخ الزاخر بالأحداث المهمة، وليكون مرجعا للأجيال القادمة. وأكرر حرصي وامتناني لأي نقد يوجّه للبرنامج، لكن رجائي من الجميع أن يكون النقد مهنيا وموضوعيا، بعيدا عن التجنّي والدخول في النوايا. عمار تقي
مشاركة :