بعث عضو الكونجرس الأمريكي الذي يرأس لجنة الأمن الداخلي خطابًا شديد اللهجة يتهم فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بالفشل في إطلاع المشرعين على تهديد الإرهاب اليميني المتطرف.ووفقا لما أوردته صحيفة "هاف بوست" الأمريكية أرسل عضو الكونجرس الخطاب قبل ساعات من مقتل 50 شخصًا في مساجد نيوزيلاندا، على يد شخص امتدح التفوق الأبيض الذي يمثله ترامب.وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي نقلًا عن أرقام من مكتب التحقيقات الفيدرالي أن عددًا المقبوض عليهم في قضايا إرهاب يميني في الولايات المتحدة خلال العامين الأخيرين أكثر من المتطرفين الإسلاميين الأجانب. وبحسب ما نشرته الواشنطن بوست أن معظم المقبوض عليهم بسبب تورطهم في الإرهاب من المتطرفين اليمينيين، إلا أن الإرهاب الداخلي ليس جريمة بموجب القانون الاتحادي. وبعثت النائبة بيني طومسون يوم الأربعاء برسالة ثالثة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل تطالب فيها بإحاطة حول "التهديد المتطور للإرهاب الداخلي" بعد تجاهل الطلبات السابقة. وأضافت كما ورد في الهاف بوست الأمريكية، أن هذا التجاهل من مكتب التحقيقات ووزارة العدل هو مجرد مثال على عدم التعاون في هذه القضية المهمة". وأعرب طومسون يوم الجمعة عن تعاطفه مع جميع المتضررين من الهجمات الوحشية على مسجدين في كرايست شيرش، مضيفة أن الإرهاب في نيوزيلندا يؤكد أنه يجب علينا ألا نتجاهل تهديد الإرهاب الداخلي، كما وجهت إنتقاد للمباحث الفيدرالية لأنه يركز فقط على مكافحة الإرهاب المرتبط بالإسلام، ويتجاهل صعود التطرف اليميني العنيف في الولايات المتحدة. وأوردت عضوة الكونجرس بعض الأرقام التي تبرز تناقض المباحث الفيدرالية في التعامل مع المتعمين والمشتبه بهم في القيام بإعمال إرهابية، وأشارت أنه تم إلقاء القبض على حوالي 110 اشخاص في عام 2017 وبعد التحقيق معهم في جرائم تتعلق بالجماعات الإرهابية الأجنبية، مثل داعش؛ واجه 30 منهم تهمًا بالإرهاب، وفي عام 2018 تم القبض على 100 شخص وإتهم منهم 9 بتهمة الإرهاب. وفي نفس الفترة الزمنية، تم اعتقال 150 مشتبهًا من اليمين المتطرف عام 2017، و 120 في العام التالي، وفقًا لأرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي التي قدمتها للواشنطن بوست لم توجه أي تهم تتعلق بالإرهاب ضد أي منهم.وبحسب الصحيفة تزايدت أعمال العنف التي يمارسها دعاة التفوق البيض وغيرهم من تلاميذ اليمين المتطرفين منذ تولي باراك أوباما رئاسة البلاد وتزايدت منذ تولى دونالد ترامب منصبه.في أوائل هذا العام ، أصدرت رابطة مكافحة الجريمة تقريرًا قال إن المهاجمين الذين تربطهم صلات بالحركات المتطرفة اليمينية قتلوا 50 شخصًا على الأقل في الولايات المتحدة عام 2018، يمثل هذا العدد 71٪ من الوفيات المرتبطة بالمتطرفين في الولايات المتحدة في عامي 2008 و2017، ويقابله 26 % فقط من حالات الوفاة التي تسبب بها متطرفين إسلاميين.وانتقد بعض خبراء الجريمة خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأشاروا إلي أن العنصريين البيض أصبحوا يروا ضرورة إستخدام العنف، وذكرت الصحيفة تعليق ترامب عن حالة التمييز العنصري والجرائم المرتكبة تحت مظلة التفوق الأبيض بإنه مخزي وعاري تماما من الصحة، حيث قال الرئيس الأمريكي "لا أري تزايد في أعداد المتطرفين اليمينيين... وما حدث في نيوزيلندا مجرد أحداث فردية لا تعبر عن زيادة عدد معتنقي تلك الأفكار.
مشاركة :