رصدت بلدية دبي أول عش لسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض في محمية جبل علي للأراضي الرطبة، وذلك بداية لموسم التعشيش. وصرحت المهندسة علياء الهرمودي، مديرة إدارة البيئة في بلدية دبي، بأن «تعشيش» السلاحف في المحمية يعكس جهود الحماية الحثيثة التي تقوم بها البلدية، كما أنه مؤشر واضح على توفر البيئة المثالية لها، ودليل على صحة وسلامة النظام البيئي في المحمية. وقالت: «تستضيف المحمية كل عام ما يفوق 30 عشاً لسلاحف الصقر، وهو أعلى معدل أعشاش سجل في منطقة واحدة داخل الدولة». وهذه السلاحف تميل للوجود الانفرادي وتعشش بكثافات منخفضة في شواطئ صغيرة ومتفرقة، وتتكيف الإناث البالغات جيداً للزحف على الشعاب المرجانية والمناطق الصخرية، للوصول إلى مواقع التعشيش المنعزلة. وتعتبر سلحفاة منقار الصقر من الأنواع المهددة بالانقراض حسب تصنيف القائمة الحمراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وهي من السلاحف البحرية الاستوائية التي تسكن بيئة الشعاب المرجانية، وتلعب دوراً مهماً فيها، من حيث مساعدتها على الازدهار والنمو. كما يوجد نوع آخر من السلاحف المهددة بالانقراض في المحمية، وهو السلحفاة الخضراء التي تعتمد على التنوع في الموائل الطبيعية، للحصول على الغذاء. وتعد المحمية الموقع الوحيد المتبقي في دبي، الذي يوفر أرضاً للتعشيش لسلحفاة منقار الصقر المهددة بالانقراض، كما أنها المنطقة الشاطئية الوحيدة في الخليج العربي التي تضع فيها هذه السلاحف بيوضها، فجميع مناطق التعشيش الأخرى تقع في الجزر. ومحمية جبل علي للأراضي الرطبة، أُعلنت كموقع ضمن «رامسار» خلال مؤتمر الدول الأطراف الثالث عشر لمعاهدة «رامسار»، الذي أقيم بدبي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وبذلك أصبحت ثاني موقع ل«رامسار» في الإمارة، والثامن على مستوى الدولة. واتفاقية «رامسار» هي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة، من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل، وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة، وتنمية دورها الاقتصادي والثقافي والعلمي وقيمتها الترفيهية. وتحتضن إمارة دبي ثلاثة مواقع ضمن «رامسار»، فإضافة إلى محمية جبل علي، هناك أول موقع للأراضي الرطبة في الدولة أدرج عام 2007، وهو محمية رأس الخور للحياة الفطرية، ومحمية حتا الجبلية التي أعلنت في مناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة، مطلع الشهر الماضي. وتقع محمية جبل علي البحرية في المنطقة الواقعة بين جبل علي، ورأس غنتوت، وتبلغ مساحتها نحو 2185 كيلومتراً، وأنشئت في 1998، وتصنف وفقاً لمعايير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، محمية طبيعية محددة وموئلاً ومنطقة لإدارة أنواع، وذلك ما يجعلها من أهم مناطق التنوع البيولوجي.
مشاركة :