شهد اليوم الثامن عشر من تظاهرات حركة «السترات الصفر» صدامات ونهباً في جادة الشانزيليزيه في باريس، فيما استخدمت الشرطة الفرنسية غازاً مسيلاً للدموع وخراطيم مياه واعتقلت عشرات من المحتجين. ورشق محتجون شرطة مكافحة الشغب بحجارة، في ظلّ غاز مسيّل للدموع أمام قوس النصر في العاصمة، علماً أنه تعرّض لتخريب في ذروة الاحتجاجات في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ونهب مشاغبون متاجر في جادة الشانزيليزيه، كما أُشعلت نار في شوارع قريبة وتصاعدت ألسنة اللهب من سيارة. وحاول محتجون مهاجمة شاحنة للدرك، فيما نصب آخرون حواجز على الجادة، حيث تجمّع آلاف من «السترات الصفر». وأشار إريك درويه، وهو سائق شاحنة في المنطقة الباريسية، إلى أنصار وصلوا من إيطاليا وبلجيكا وهولندا وبولندا، فيما تحدث مكسيم نيكول عن يوم «لا يُنسى» خلال «نهاية أسبوع تُعدّ الأكثر أهمية منذ بدء التحرك» في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويشير بذلك الى تعهد مسؤولين عن «السترات الصفر» بـ «تجديد التعبئة»، رغبة منهم في إثبات عزيمتهم لمناسبة دخول التظاهرات شهرها الرابع، احتجاجاً على خطط لزيادة الضرائب على الوقود، أُلغيت لاحقاً، وارتفاع تكاليف المعيشة. وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير: «خبراء في النهب وإشاعة الفوضى تسلّلوا وهم ملثمون إلى التظاهرة. من دون شك: إنهم يسعون الى العنف وهم هناك لنشر فوضى في باريس». وأمر بالردّ على «هجمات غير مقبولة بأكبر مقدار من الحزم». ويأتي هذا اليوم الجديد من التظاهرات بعد نقاشات نُظمت في كل أنحاء فرنسا، بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون. وترغب الحكومة بذلك في ضبط مشاعر الغضب وتقديم اقتراحات، فيما يشهد عدد المتظاهرين تراجعاً مستمراً في الأسابيع الأخيرة.
مشاركة :