قال الدكتور صلاح أحمد هريدي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن الفلاح المصري ظل يعاني من الحرمان الاقتصادي، على مر العصور منذ عصر محمد على وحتى الآن. وتابع هريدي خلال كلمته باحتفال وزارة الثقافة بمئوية ثورة 19، والتي حملت عنوان "ثورة 1919 وقضية الفلاح"، أن الفلاحين منذ بداية القرن العشرين، كانت حالتهم بالغة السوء خاصة المستأجرين للأراضي والذين كانوا يعانون من ارتفاع الإيجارات، كما عانى قطاع عمال الزراعة من الشح لاسيما خلال الحرب العالمية الأولى زادت الأعباء على الفلاحين فقد انخفض سعر القطن، كما عانوا أيضا خلال تلك الحرب من تجنيد الفلاحين المصريين وذلك للعمل لحساب السلطة العسكرية البريطانية قصرا في فرق العمالة. وأشار هريدي إلى أن كل هذه العوامل أدت إلى خروج الفلاحين في أوائل الصفوف الثورية والتي قامت باستهداف وسائل المواصلات ومراكز البوليس ومخازن الحبوب وغيرها وكادت ثورة الفلاحين أن تتحول إلى ثورة اجتماعية، وهو الشئ خافت منه سلطات الاحتلال، جعلتها تقر زراعة بعض المحاصيل ذات العائد الاقتصادي الكبير خشية من تلك الثورة. جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر "1919 بعد مائة عام" والتي ترأسها الدكتورة نيفين مسعد ويتحدث خلالها كلا من الباحث أحمد محمد انبيوه حول موضوع دستور 1923 سردية النص والسياق والسيادة المتخيلة والباحث الهامي الميرغني ويتحدث حول الاقتصاد المصري ما قبل وما بعد ثورة 1919 الفترة من 1900 وجنة 1925، والدكتور صلاح أحمد هريدي حول ثورة 1919 وقضية الفلاح، والدكتور عبد العظيم حنفى ثورة 1919 والأساس الفكري لدستور عام 1923.ويشارك بالمؤتمر 75 بحثا علميا حول ثورة 1919 ويقام المؤتمر خلال الفترة من 16 وحتى 18 مارس الجاري بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري ويأتي المؤتمر في إطار الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية برعاية الدكتور ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة؛ احتفالا بمئوية ثورة 1919.
مشاركة :