مر بها إبراهيم ويعقوب وموسي وعيسي .. مؤرخ يكشف علاقة سيناء بالأديان على مر العصور

  • 5/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال د.إبراهيم العسال استاذ الحضارة الاسلامية والارشاد السياحي وعضو لجنة التراث الثقافي بالاتحاد الأندلسي في اسبانيا أن سيناء ارض غالية تتعدد بها فصول التاريخ المختلفة،وتتزاحم بين ما هو قبل التاريخ كنواميس العصور البرونزية المبكرة، وما هو فرعوني بذكريات أرض الفيروز والهة الجمال حتحور ومناجم سنوسرت وامنمحات وبعثات زوسر،وصولات سيتي الاول وجولات رمسيس في طريق حورس الحربي،وفارسية بذكريات قمبيز عند الفارما في ستة قرون خلت من الميلاد.وتابع في تصريحات لموقع صدي البلد:يونانيا صال الاسكندر وجال ومن بعده البطالمة في الفارما والبلوزيوم وصراع انطونيوس واكتافيوس عليها بعد غرام كليوباترا والقيصر. ومسيحيا كان القديس مرقص الانجيلي اول من من بشر بالمسيحية دينا جديدا من اراضيها وفيها بدأت الرهبنة في القرن الثالث الميلادي وانتشرت بعد اضطهاد بيزنطيي الرومان لمحكوميهم من قبط مصر.أما عربيا واسلاميا فلسيناء حكايات وروايات في التاريخ الاسلامي،فهاهم عرب الأنباط لا يجدون ضالتهم في التجارة الا في ميناء دهب،فيخلقون طريقا تجاريا يربط سيناء بعاصمتهم البتراء وتدين لهم النقب بالولاء، وطريق اخر علي رأس خليج العقبة الي وادي فيران في سيناء.كما أن نبي الله ابراهيم لم يعبر بسارة الا من سيناء ولم يعود بهاجر زوجة له الا من سيناء، ولم يمر العزيز بعد ان ابتاع يوسف من الجب الا من سيناء ولم يلتق يعقوب ببنيه بعد طول فراق الا من سيناء.كذلك نبي الله موسي في رحلتيه التي قصهم علينا القرأن الي ارض مدين ذهابا وعودة وخروجا ببني اسرائيل لم يكن لسيناء له بديلا، وعلي اراضيها أفاض القرأن ذكرا بالاحداث الجسام لرحلة بني اسرائيل الي الارض المقدسة بداءا من انشقاق البحر وحديث قومه اليه عند سرابيط الخادم – علي ارجح الظنون- ان يجعل لهم الها كما لهم الهةوانفجار الاثنتي عشرة عينا والواح موسي وعجل السامري والنقباء الي القوم الجبارين انتهاءا بدخول فتي موسي يوشع بن نون بعد ان حبست له الشمس وهدم سور اريحا وهزيمة الجبارين وكل هذا كان مبدأه سيناء.وها هي البتول وابنها المسيح عليهما السلام يفرون من اضطهاد الرومان الي سيناء ومنها ينطلقون في رحلتهم المقدسة يجبون فيها ارض مصر ليعم بها الخير وتملؤها البركات.وها هو نبي الاسلام محمد صلي الله وعليه وسلم يرسل عبرها حاطب بن ابي بلتعة ال المقوقس فيعود بمارية القبطية واختها كهدية فيتزوجها النبي منجبا ابنه ابراهيم.وفي الخلافة العمرية، يدخل عمر وأصحابه الي سيناء ليتغير التاريخ مرة اخري وتتأسس مصر الاسلامية من رفح والعريش والبلوزيوم قبل توجهه الي بلبيس ، ومنها جاءه مدد الزبير ليتفح به الحصن عند بابليون.ومنها عبر جيش صالح بن علي العباسي ليسقط مروان بن محمد منهيا خلافة بني امية ومؤسسا لسلطان بين العباس، ومنها عبرت جيوش الفاطميين الي الشام والحجاز ومنها جاء شيركوه وبن اخيه يوسف في النزاع المؤسف بين شاور وضرغام ومنها جاء صلاح الدين اخر وزراء الفاطميين وبني علي اراضيها قلعته في جزيرة فرعون بطابا.وعلي اراضيها ابتدعت شجرة الدر محمل كسوة الكعبة عبر دروب الحج في سيناء، وشرعنها ظاهر المماليك بيبرس البندقدراي بعد سنوات معدودات وصار حتي 1844 حين تحول طريق الحج الي جدة عبر البحر الاحمر. وحج الناصر محمد بن قلاوون الي مكة عبر سيناء واسس قنصوة الغورى قلاع الحج ومنها قلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة.وعثمانيا بني السلطان سليم الاول قلعة الطور وانشأ سليمان قلعة العريش ورمم قلعة قنصوة في نخل، وحتي سنوات الفرنسيين لم تخل من ذكر سيناء لما اهتم نابليون بأمر دير سانت كاترين في الجنوب وحاصر قلعة العريش في الشمال.وفوق كل هذا وذاك وفوق كل اعتبار لبشر او نبي او رسول كائن من كان او ديانة ايا كانت فإن الله عز وجل لم يتجلي في ارض الا في ارض سيناء.

مشاركة :