القارئ عبدالعزيز فرج.. فقد بصره فرأى الدنيا ببصيرته

  • 3/17/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحل اليوم الأحد، ذكرى وفاة الشيخ القارئ والمبتهل عبدالعزيز علي فرج، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 1977.كان المبتهل الراحل، أحد أعلام مدرسة التلاوة المصرية، الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من نور بين قراء القرن العشرين من القراء المصريين، وكان جامعا بين عذوبة الصوت والتنويع بين المقامات الأصلية والفرعية وقوة الحنجرة.انطلقت أولى صرخاته في 22 من يناير 1927، بقرية ميت الوسطى بمركز الباجور المنوفية، ولد كفيفًا وعاش بإعاقته متأقلما مع ظروفه ولن يتأفف منها ولكنه تفوق وبرع في حفظ القران واجادة وقراءة القرآن، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم تعلم أحكام التلاوة والتجويد على يد العالم الجليل أحمد الأشموني.فيما بعد انتقل من مسقط رأسه للعيش في منطقة حكر أبودومة، في منطقة شبرا بالقرب من موقف أتوبيس الأقاليم، حتى يسهل له السفر إلى بلده كلما أراد، وظل بهذه المنطقة لكثرة حبه لها.طاف الشيخ كل مدن مصر، لتلاوة القرآن الكريم وتعليم أحكامه في المناسبات العامة والدينية وفي المآتم، ودروس العلم، وكان يعي تماما مدى قدسية ما يحمله في قلبه وعقله من آيات الله، فكان لا يتاجر بكتاب الله تعالى، فكان يقرأ القرآن الكريم لوجه الله ولا يشترط أجر على تلاوته في أي مكان يذهب إليه، وكان يرضى بالقليل من الأجر وفي أوقات كثيرة لا يأخذ أموالا أصلًا من أحد حسبة لوجه الله تعاليكان الشيخ يري أن القران الكريم تعاليم وإرشاد فكان يقرأ ويفهم لكي يطبقه فكان معتادا لزيارات المرضى من جيرانه وأحبابه، حريصًا على أن يصلح بين المتخاصمين من الأزواج والزوجات ويوفق بينهما بإذن الله بدلًا من الطلاق وضياع الأولاد بهذه الأسر المتخاصمة.لقبه الكثير بصاحب موهبة قرآنية فذة وصوت جميل فمن يستمع لتلاوته المسجلة في الإذاعة المصرية أو في الفضائيات العربية والمصرية ينبهر بتلاوته الجميلة والخاشعة.كان طموحا وشغوفا بنفسه ومحبا لصوته، إللا أن تقدم للإذاعة المصرية عام 1962 ولقراءة القرآن الكريم، وكان عدد المتقدمين وقتها 170 قارئا، لم يقبل منهم إلا أربعة من بينهم الراحل عبد العزيز على فرج.كان أول من قرأ القرآن الكريم في أول صلاة فجر تنقلها الإذاعة المصرية من مسجد الحسين بالقاهرة، وشارك في إحياء المناسبات الإسلامية وليالي شهر رمضان، كما شارك في إحياء المناسبات الإسلامية مما ساعده في ترك للمكتبة الإذاعية الكثير من التسجيلات.للقارئ الراحل أقوال عدة منها: "تلاوة القرآن الكريم يجب أن تكون بعيدًا عن طريق التربح وجمع الأموال، فالقرآن الكريم ليس سبوبة للثراء والغني وإنما هو كتاب هداية وتلاوة وإصلاح للبشرية ومرضاة الله تعالى في الدنيا والآخرة، كما أن فعل المعروف يقي الناس من مصارع السوء في الدنيا ويرفع الناس أعلى المنازل والدرجات في الآخرةالتواضع والكرم وإتقان العمل من صفات الشيخ الذي فقد بصره ولم يفقد بصيرته، أصيب الشيخ وهو في سن صغيرة بمرض السكر الذي كان سببًا في وفاة كثير من القراء، أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ليرحل عنا الشيخ عبدالعزيز إلى جوار ربه في 17مارس لعام 1977 وهو لم يتجاوز الخمسين عامًا.

مشاركة :