نفضَ غبار الطواف والترحال واتجه إلى أول الطريق، إذ ودع أستاذ القانون المدني والمحامي أمام المحكمة الدستورية ومحكمة التمييز وعضو هيئة التدريس المنتدب في جامعة الكويت الدكتور بدر الملا كل المحطات التي مرّ بها المحكمة والقانون والتدريس واتجه إلى قبة عبد الله السالم بـ4657 صوتاً متسيّداً عرش الانتخابات في الدائرة الثانية، وكلماته لم تزل عبر منبر «الراي» تؤكد «أن أصحاب المواقف لا يتغيّرون ولا يبحثون عن مهرب سياسي ومن الخطر أن تبنى المواقف البرلمانية على صفقات سياسية سنعرف عقباها بعد حين».وعلى أول سلم يؤدي إلى البرلمان يضع الدكتور الملا قدميه بخُطى ملؤها الثقة والثبات، رافضاً كما في مقالاته التي كانت تطل على قارئها من نافذة «الراي» التستر خلف الحصانة البرلمانية «إذا كانت في غير موضعها الدستوري، أو أن تكون المواقف النيابية غير مجردة وتفصّل لمصلحة أشخاص دون آخرين»، مذكراً بأن «مشكلتنا تكمن في مَن قال وسّعوا سجونكم لتمتلئ بأبناء الكويت ثم تستّر خلف الحصانة البرلمانية ليترك شباب الكويت يواجهون مصيرهم وحدَهم».وكما للذكرى فوائد حين يطوف في المخيلة شريط الظروف السياسية العصيبة التي أرهقت الشارع الكويتي خلال السنوات الفائتة وأحدثت فجوة بين الناخب الكويتي وبرلمانه، للانتخابات التكميلية فوائد أيضاً، فالدماء الجديدة التي وضعت مصلحة الكويت نصب عينيها رمّمت شيئاً من جدار الثقة المتآكل وأثبتت المشاركة في التصويت أن الوعي المجتمعي أكبر من كل المساعي الشخصية ومن كل محاولات تقويض الديموقراطية وهذا هو الأهم.بدر الملا نتاج هذا الوعي المجتمعي وهذه التجربة الوليدة، إذ أفرزته إرادة الناخبين إلى هذه المرحلة في مثل هذه الظروف وسيسير إلى قبة البرلمان رافعاً شعار الإصلاح ما استطاع إليه سبيلاً، وكما بدايته في مقالاته عبر منبر «الراي» ستكون بدايته تحت قبة البرلمان حاملاً على عاتقه كل الملفات، همه الأول الوطن والمواطن.
مشاركة :