فلول الربيع العربي يركبون موجة الجزائر

  • 3/18/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نقولها بوضوح من حق الشعب الجزائري ان يؤطر مطالبه وأن يحدد خياراته الكبيرة، فلا يزايد احد على أحد. ولكن ثمة جماعات خرجت من تحت انقاض خيبة «ربيعها» المشؤوم والموشوم بالفوضى والخراب لتعلق وتتعلق بأحداث الجزائر ولتسقط على ما يجري عناوين تذكرنا بما جرى قبل ثمانٍ خلت منتشعة ومرتعشة عظامها من وطأة أوهام استعادة الخريف العربي، ليبدأ كما تتوهم اضغاث احلامها من الجزائر كما بدأ شؤم ربيعها من تونس. وهذا الربط التعسفي واللامنطقي بأي احتجاج أيا كان بربيعهم يكشف عن ضحالة وعيهم وعن يأسهم المختنق بهزيمة وفشل انقلاباتهم فتحولوا من سياسيين إلى جوقة محرضين يتراقصون على ايقاع أي احتجاج يروق لهم ويتوافق مع هواهم وأهوائهم المراهقة سياسيا. فما جرى من احتجاجات شعبية عارمة في فنزويلا لم تحرك فيهم نبضا أو رعشة رقص مؤجلة على جدار خيباتهم، لأن مادورو يتراقص على ايقاع فوضاهم الشعبوية وحماسياتهم الشعاراتية التي يطربون لها. ولم نجد في منصاتهم على السوشال ميديا وقد انهالت منها تعليقاتهم ما ينبئ عن قراءة سياسية حصيفة ومتزنة وواعية بقدر ما كانت منصاتهم الالكترونية تهدد وتتوعد أو تسخر وتغمز وتلمز وتروج لعودة حلمهم المفقود «الربيع العربي» فتحولوا إلى سماسرة عاطلين أو فاشلين ان شئت حتى عن بيع الكلام. ولعل نشوة المدعوة النشار توكل كرمان وتوعدها لدول الخليج والجزيرة العربية بعودة خريفها الذي أثرت من بعد ثراء فاحش، نقول لعل نشوتها من اسطنبول تتوافق مع نشوة زعيم القاعدة علي بلحاج الذي خرج من تحت مدافن اوهامه لصرخ ويؤجج لعل الجزائر تعود إلى مذابحها الملطخة اياديه بدماء ابريائها. وعندما تنتشي اخوانجية متطرفة وعندما ينتعش زعيم القاعدة في الجزائر فلا عجب ان يرقص مدعي او دعي يساري لم يفهم من اليسارية سوى أنها انتقام دموي وثأر متخلف لا يندمل جرحه حتى يراق فيه الدم. الحالة الجزائرية مختلفة ولا يمكن إسقاط أوهامهم عليها، والتفكير بالتمني أسلوب يصطدم دومًا وأبدًا بالواقع المتغير والمتبدل والمختلف بين حالة وأخرى. ثمة سؤال كبير ومهم لم يطرحوه على انفسهم ابدا ولن يطرحوه للاسف، وهو ما هي نتائج ومحصلات وآثار «ربيعهم»؟؟ «الله لا يعودها من أيام» هي العبارة التي يرددها شعب البحرين والشعب المصري واليمني والتونسي، أما الشعب الليبي فمازال يلملم بقاياه الممزقة على كل طريق وفوق كل درب ينزف بلا توقف. هل نذكركم بخسائر البحرين على كل صعيد أم بخسائر مصر أم بخسائر تونس وليبيا؟؟ أليس فيكم رشيد يطرح سؤال النقد الذاتي والمراجعة ومساءلة النفس وتفكيك تجربة «الربيع» المزعوم بكل مراراتها وعلقمها ويبسط أمام «ربعه» نتائجها المدمرة له قبل ان تدمر الآخرين. الشعب الجزائري كما هو واضح حتى الآن على الأقل لا يتمنى الانزلاق إلى مواجهات تكون خساراتها على الطرفين مكلفة واثمانها باهظة واضع على عينيه تجربة مطلع التسعينات الدموية المؤسفة، كما ان الدول التي احترفت التأجيج والتمويل تقف حذرة ليس حرصا على الجزائر وشعبها بل لأنها لم تجد عند الشعب الجزائر استجابة لما تريد ولما تخطط له من زج الجزائر في جحيم «ربيعها». انكشاف الغطاء عن «الربيع المزعوم» كشف للشعوب العربية حقيقته، ما عدا الواهمين المتعلقين بذهنية الاسطورة الشمشونية وقاعدة «علي وعلى أعدائي». وتلك وبطبيعة نتائجها وانعكاس تفكيرها هي عقلية اليائس الذي تحطمت افكاره على صخرة الواقع ولم يقف على الحقيقة، ولذا مازال يرقص على إيقاع الفوضى حالمًا باستعادة جحيمها وهو حلم لا يستعاد أبدًا، وحفظ الله أوطاننا العربية وشعوبنا من اساطير الاوهام وخرافات الكلام.

مشاركة :