أن يوجد قاضٍ من أصحاب الهمم في الملاعب الرياضية، كان ذلك أمراً صعباً، فقرار الحكم حاسم في الملاعب بشكل عام، ولكن في الألعاب العالمية، تحول الحلم الكبير إلى حقيقة، لتؤكد نسخة أبوظبي 2019 أنها استثنائية في كل شيء، عدد الدول واللاعبين، وكذلك وجود 11 حكماً لأول مرة في الملاعب المختلفة، وهي تجربة فريدة سوف يذكرها تاريخ الحركة الأولمبية للأولمبياد الخاص، بأنه تم اختيار حكام مساعدين يكون لهم القرار في المباريات الخاصة بالألعاب. وتم تأهيل هؤلاء المساعدين من الحكام على مدار الشهور الأربع الماضية، من خلال التعاون بين اللجنة المنظمة ومؤسسة سيدرا المسؤولة عن هذا البرنامج، حيث قامت هذه المؤسسة باستقدام الحكام المساعدين وهم من جنسيات مختلفة وبالتعاون مع اتحاد الجودو وجمعية الريشة الطائرة، لتوفير المعدات وحصص تدريبية وتعليمية، وعلى مدار الشهور الأربعة تم شرح كافة النظم والقوانين بشكل نظري، وكذلك بشكل عملي من خلال مساعدة الحكام في بعض المنافسات المحلية. واليوم ولأول مرة في تاريخ الأولمبياد الخاص يتواجدون على حدود البساط لاتخاذ القرار، وهو أمر أسعدهم كثيراً، وهو الهدف الأسمى من الألعاب الأولمبية بوجود الدمج بين أصحاب الهمم والمجتمع في قدرتهم على كيفية اتخاذ القرار ومساعدة الحكام الرئيسين في اتخاذ القرار المناسب. ولم يكن يتوقع الأولمبياد الخاص الدولي بأن يشاهدوا حكاماً من أصحاب الهمم على بساط المنافسات العالمية بهذا الشكل، وهو ما جعل القائمين على الأولمبياد العالمي يصلون إلى حد الانبهار، خاصة أن الفكرة نفسها تحتاج إلى جهد وتعليم وصبر كبير لكي يتم استيعاب الكثير من القوانين الخاصة بالألعاب التي يتم إداراتها على بساط البطولة. وقال عبدالله الوهيبي مدير الإدارة الرياضية بالألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019: «برنامج تأهيل حكام الغد، تبناه الاتحاد الدولي للأولمبياد الخاص وتم إشهاره 2014، لكن لم يتم تفعليه، ولكن اللجنة المنظمة لأبوظبي 2019 عقدت اتفاقية مع 5 اتحادات محلية لتأهيل أصحاب الهمم للمشاركة في إدارة المسابقات سواء كانت في الألعاب العالمية أو في ما بعد بالمسابقات المختلفة، وتم ورشة عمل لحكام فعليين وصل عددهم 11 حكماً» في ألعاب الجودو وكرة السلة والقدم والريشة الطائرة. وأضاف: أنه على الأولمبياد الخاص استكمال هذه المسيرة ببناء قاعدة عريضة، وقد وضعنا اللبنة الأولى وعلى من يأتي استكمال هذا النظام، وأنه تم تسليم شهادات ورخص معتمدة لهؤلاء الحكام لاجتيازهم الاختبار المطلوب، وهناك عدد آخر يجب التركيز عليهم في الفترات المقبلة. من جهته، أكد عمرو بدوي مدير إدارة شؤون الاتحادات الوطنية والحكام بالألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أن ما حدث يعتبر نقلة نوعية كبيرة ومهمة للغاية في هذا المجال، وتواجد حكم من أصحاب الهمم في إدارة المباريات يؤكد أن هناك تقدماً أكبر في الاندماج مع المنتخب، حيث يخضع الجميع لقرارات الحكم وهذا مبعث فخر كبير للألعاب الحالية التي نجحت في هذا الجانب المهم للغاية.
مشاركة :