محمد السويدي: «جائزة الشيخ زايد للكتاب» وسام على صدورنا

  • 3/18/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في مدرسة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تعلمنا معنى العمل الذي يمكث في الأرض فينفع الناس. وكنّا من الذين قُيض لهم أن يعايشوا ذلك عن كثب بما يسمح بالتأمل واستيعاب الدروس، كما كنا نتمثل حكمته الخالدة: «إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة.. ونحن نبني المستقبل على أساس العلم». بهذه الكلمات علق المثقف الإماراتي المرموق الشاعر محمد بن أحمد خليفة السويدي، مؤسس المركز العربي للأدب الجغرافي «ارتياد الآفاق» الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر والتقنيات الثقافية، في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، وأضاف: زايد الذي علّمنا وثقَّف أعوادنا، هو زايد الذي يمنحنا اليوم جائزته «جائزة الشيخ زايد للكتاب» التي نتقلدها وساماً على صدورنا، نباهي بها ونفخر، ونطمئن إلى أننا على الدرب الصحيح الذي يستثمر في الإنسان من أجل الإنسان. وعن المشروع وأهدافه قال محمد بن أحمد خليفة السويدي، صاحب دارة السويدي الثقافية: «كان هدفنا وما زال في دارة السويدي الثقافية بمشاريعها التنويرية المتعددة، ومنها ارتياد الآفاق والورَّاق، وواحة المتنبي، والمسالك، والمتحف العلمي، و101 كتاب، ومتحف الفنون، ومجلس الفلاسفة، ومنازل القمر وغيرها، هو شَحذُ العقل العربي الذي كان منذ حضارته الأولى منفتحًا بروح إنسانية ملهمة على معارف وثروات ورؤى وأفكار العالم كله، قادراً على محاورتها والتعاطي معها تأثيراً وتأثراً، هذا الإرث المعرفي العظيم الذي يتجلى في أبهى حلله في تراثنا القيِّم وأحلام الإنسان الكبرى وأساطيره المدهشة، هو عُدّتُنا التي نجابه بها محاولات طمس الهوية والوجود». إنها واحة تطفئ الظمأ، وقوة بيضاء رايتها العلم والثقافة والتحضر والفنون والآداب والتراث، القوة التي علمنا قواعدها زايد، وسار على نهجها من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يرعى بروحه الوثّابة قوة حضارة الإمارات في تجسدها من ثقافة وتراث وفنون وعلوم، بالمهارة نفسها التي يرعى بها قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وتابع السويدي قائلاً: «نسعد بهذه الجائزة وما تحمل من معاني التكريم والتحفيز على الأداء، متعهدين بمواصلة السير وبذل الجهد لتقديم المحتوى الثقافي والمعرفي بأرقى الوسائط الإلكترونية بما يضمن البقاء في صدارة المشهد الحضاري بين الأمم». وختم السويدي تصريحه بالقول: «وبهذه المناسبة التي نعتز بها ونفخر، نتوجه إلى صاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو حُكَّام الإمارات، بالشكر والامتنان، لما يبذلونه من جهود لتعزيز مكانة الدولة والارتقاء بها إلى مصاف الدول الرائدة والمتقدمة في العالم أجمع». دارة السويدي الثقافية.. تنوير في كل المجالات يعتبر المركز العربيّ للأدب الجغرافيّ «ارتياد الآفاق» في دولة الإمارات العربية أحد أهم المشروعات العربية التي تعنى بأدب الرحلات والأدب الجغرافي، وجاء في حيثيات منحه الجائزة أن المركز بحثي عربيّ مستقلّ وغير ربحيّ تأسّس سنة 2000، وينشر المركز نصوصا قديمة وحديثة ذات أهمية في هذا المضمار، إلى جانب نشر الرحلات العربية القديمة في طبعات محقّقة تصحبها مقدّمات أو دراسات وافية. كما يقدّم نصوصاً لرحلات معاصرة قام بها كتّاب عرب، وتضمّ إصداراته ترجمات لرحلات قام بها رحّالة وأدباء أجانب إلى العالم العربيّ، وبدأ المركز مؤخّراً بالسعي إلى نشر الرحلات والدراسات الجغرافية المخصّصة لدولة الإمارات العربية المتّحدة بما يتيح سدّ ثغرة واضحة في هذا الميدان الأدبيّ والمعرفيّ المهمّ. والمركز مبادرة ثقافية إماراتية أسسها قبل سنوات الشاعر والأديب الإماراتيّ محمد بن أحمد السويديّ، واشتمل مشروعه على إنشاء دار ثقافية هي «دارة السويديّ الثقافية» التي نشرت عدداً كبيراً من الرحلات العربية القديمة والحديثة فيما يزيد على ستين كتاباً، كما انطلقت من هذا المشروع الرائد مبادرة ملهمة أخرى هي تأسيس «المركز العربيّ للأدب الجغرافيّ»، التي تمنح سنويّاً «جائزة ابن بطوطة» لأفضل الإصدارات في مجال سرديات الرحلة ونقدها، ومن إنجازات المركز العربي للأدب الجغرافيّ إصدار «ببليوغرافيا» شاملة تتمثل في كتيب مصغر يضمُّ كلّ ما أنجز في مجال المطبوع الرحلي تحقيقاً ونقداً وإبداعاً، إلى جانب استقطاب الكفاءات لإنجاز مشروعات رصينة من خلال الندوات العلمية الكبرى التي يعقدها المركز العربيّ للأدب الجغرافيّ سنويّاً.

مشاركة :