ماذا يقول عنك وجهك؟

  • 3/18/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

نحتار دوما في حكمنا على الأشخاص، فهل انطباعنا الأول عنهم كاف للتعرف على بعض صفاتهم وأصولهم وحالتهم النفسية، أم لا بد من العشرة؟ وهل وجه المرء مرآته فعلا، ما يتيح للآخرين معرفة مقدار ألمك من خلال "سيلفي" التقطته لذاتك وأنت تبتسم؟ يعد العلماء الوجه أهم وسيلة للتواصل مع الآخرين وتحديد علاقته بهم، فهو مستودع فريد من نوعه. يضم تراكيب بالغة الدقة للعظام والأعصاب والأوردة والشرايين، وآلاف الألياف العصبية والعضلية، التي لا نستطيع رؤيتها وهي تعمل، لكن نرى آثارها البادية على وجه الإنسان دون أن يدري أو حتى يستطيع التحكم فيها، ومنها نتعرف على كثير من الأشياء عنه. فالشيء الوحيد الذي تستطيع تحريكه في وجهك بإرادتك هو فكك السفلي فقط، أما عضلات وجهك فتتحرك لا إراديا. ومن عجائب خلق الله أن عدد عضلات الوجه يصل إلى 43 عضلة، يمكنها أن ترسم عشرة آلاف تعبير وخلجة على قسمات الوجه تبعا لانفعال العضلات والأعصاب بها، التي تعكس حالة الإنسان النفسية والمعنوية. كما يضم الوجه وحده أربعا من الحواس الخمس هي: السمع والبصر والتذوق والشم، فتعكس قسمات وجهك ما تشعر به كل حواسك فيشاهد تأثيرها جليا في قسماته. تقول ماجدالينا موللر -جربل، أستاذة علم التشريح المجهري في جامعة "بازل": إن الوجه أول طريق يمكن أن نتعرف منه على بعض خصائص صاحبه وحالته النفسية وميوله، مؤكدة أن هذه الانطباعات تحدث بشكل تلقائي عندما نرى وجها للمرة الأولى، حيث يتفاعل العقل فورا مع قسمات وجه من يقابله، ويبدأ تلقائيا في تسجيل ورصد ما يمكن أن تحويه شخصيته مثل: "فئته العمرية، وحالته المزاجية، وميوله الاجتماعية، إن كان خجولا أو مرحا أو يميل إلى الانعزال، وما إذا كان محدود الذكاء أو سريع البديهة، بل حتى ميوله الجنسية. فوجه الإنسان ليس فقط مرآة لصاحبه، بل أيضا عنوانا لمجتمعه وبيئته وعرقه. حسب ما أثبتته التجارب التي جاءت لتنقض ما تعارفنا عليه من أن الانطباع الأول غير دقيق، أو أن المظهر الخارجي ليس مقياسا للحكم على الأشخاص، فقد أثبتوا بالتجربة أن هندامك وعنايتك بمظهرك ينعكسان على وجهك، فيعطيان انطباعا جيدا عنك أمام الآخر، حتى لو لم تكن ملابسك تظهر في الصورة. كما أن وجوهنا ليست نتاجا لتركيبنا الحيوي من جينات وهرمونات فقط، بل تعكس أشياء أكثر أهمية نفعلها لأنفسنا، منها تقدير الذات والعناية بالمظهر فتبدو جلية على ملامحنا.

مشاركة :