يفتح التصعيد الأخير في إدلب السورية الباب واسعاً أمام تكهنات بتوتر العلاقة الروسية التركية وانعكاسات ذلك على اتفاقي سوتشي وأستانا. وتصاعدت مؤشرات الخلافات بين البلدين مع إرجاء ثانٍ لزيارة كانت مقررة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أنقرة، تزامناً مع إشارات في الأوساط الإعلامية الروسية باستياء تركي مرده الغارات الروسية على ريف إدلب في الأيام الماضية. ولُوحظ أن موسكو نفت بداية توجيه ضربات جوية قرب منطقة جسر الشغور، إلا أنها تراجعت وأعلنت أنها استهدفت مواقع تمركز "جبهة النصرة" بضربات دقيقة تم تنسيقها مع تركيا. كما أوردت معطيات قالت إنها لتحضيرات تقوم بها "النصرة" لشن هجمات على قاعدة حميميم. وبحسب خبراء، ففي هذه المعطيات تمهيد روسي لتوجيه مزيد من الضربات في منطقة اتفاق سوتشي بعيداً عن الاعتراضات التركية. ورغم أن القوات التركية بدأت بتسيير دورياتها ضمن المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها بسوتشي في أيلول/سبتمبر الماضي، إلا أن موسكو حذرت من أن أنقرة فشلت حتى الآن في تنفيذ ما وعدت به، فالاتفاق قضى بأن تعمل تركيا على تخليص إدلب من "جبهة النصرة"، إلا أن نفوذ الأخيرة توسع. خلافات روسية تركية تضع اتفاق سوتشي في مهب الريح وتدفع سيناريو العمل العسكري في إدلب إلى الواجهة رغم ما قد يحمله من كارثة إنسانية.
مشاركة :