تابعت وحدةُ الرَّصدِ باللغة الألمانية التابعة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ما صرحت به المُتحدث باسم الداخلية الألمانية أن الحكومة الألمانية تعتزم إضافة شرط إجادة اللغة الألمانية كأحد أهم شروط دخُول الأئمة الأجانب لـــ"ألمانيا"، وذلك بعد مُطالبات من قِبَلِ الائتلاف الحاكم وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الاشتراكي. وقال المتحدث باسم الداخلية الألمانية، في بيان، إنَّ رجال الدين الذين يعتنون بعدد كبير من المُهاجرين المُسلمين، الذين دخلوا "ألمانيا" منذ عام 2015 لهم دور ووظيفة تقديم النُصح، وهو دور مهم في تعزيز التعايش السلمي بين الثقافات والديانات المختلفة، وأضاف أن رجال الدين "الذين يتحدثون اللغة الألمانية ولديهم دراية بالثقافة الألمانية" سيعملون بشكل أفضل في تعزيز الاندماج. من جانبه قال السيد كاظم أباسي، خبير الاندماج في كتلة الحزب الديمقراطي الاشتراكي: «نرغب في مُراجعة وإعادة تنظيم شروط الدخول القديمة للأئمة في ألمانيا»، ولكي نصل إلى الاندماج الناجح في المُجتمع لا بُد أن يكون الأئمة على دراية كافية باللغة الألمانية وواقع الحياة فيها، ويُعَدُّ هذا إحدى خطط الحكومة الألمانية، حيث تحرص الحكومة الألمانية على أن يعمل في المساجد الألمانية الأئمة، الذين تعلّموا في "ألمانيا" وليس لهم أي صلة بأي دولة خارجية لا ماليًّا ولا علميًّا. يُذكر أنه لا توجد إحصائية بعدد الأئمة العاملين داخل "ألمانيا" إلا أن عضو البرلمان عن الاتحاد الديمقراطي، كارستن لينمان، ذكر أنَّ عددَ الأئمة الذين لا يجيدون اللغة الألمانية داخل "ألمانيا" يُقدر بـ 2000. وأكد المرصد على ضرورةِ توفير مُناخٍ مناسب لتعلمِ لغة البلد، لا سيّما إذا كان الإمامُ ينتمي لثقافةٍ أخرى وبلد آخر حيث أن اعتلاء المنابر ليس بالأمر الهيّن لأنه مكانُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. لذا فإنَّ أيَّ إمامٍ مدعو للمحافظةِ على عدةِ أمورٍ منها التفقُّه في الدين ولين الجانب والدعوة إلى الله بحكمةٍ وموعظةٍ حسنة، والأمر يحتاجُ إلى أكثرِ من ذلك إذا كان اعتلاء المنبر في بلدٍ غير ناطقٍ باللغة العربية فيتعينُ على كلِّ إمامٍ في دولةٍ ناطقة بلغة أجنبية أن يُجيدَ لغةَ قومِها وثقافتَهُم حتى تتحقق فيه معاييرُ الدعوة الصحيحة.
مشاركة :