«أمينة».. فيلم يتناول تجربة أحمد العسم الشعرية

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بمقره في الشارقة، أمس الأول، أمسية اشتملت على عرض فيلم سينمائي بعنوان «أمينة» للمخرجة الأمريكية ربيكا بيمر، المحاضرة في جامعة الشارقة، ويتناول ملمحاً من حياة وإبداعات الشاعر الإماراتي أحمد العسم، تلاها جلسة حوارية شارك فيها العسم وبيمر، وأدارتها القاصة صالحة عبيد. يعتبر العسم واحدا من أبرز شعراء الدولة، وهو عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وصدرت له عدة كتب ودواوين شعرية منها: «مشهد في رئتي»، «يحدث هذا فقط»، «ورد عمري»، «الفائض من الرف»، «باب النظرة»، «صوت الرمان»، «فنر»، «سكون ينزلق»، «ليل يبتل»، «المهمل من الحياة». وتضمن الفيلم أشعارا للعسم، وشهادات صوتية له، وجولات في أماكنه المفضلة في إمارة «رأس الخيمة»، حيث البحر، والمنتديات والمطاعم والمقاهي القديمة، وملتقى الرفاق، والأشجار، حيث إن فكرة الفيلم تقوم على الإسقاطات على المدينة وتحولاتها وتفاصيل المكان، فرأس الخيمة بالنسبة للعسم، هي ملهمته ذات السحر الخاص. واشتمل العمل كذلك على شهادة من الناقد هيثم يحيى الخواجة، وقصة التقائه الأول في التسعينات من القرن الماضي بالعسم، ويرى الخواجة في العسم رائدا من رواد القصيدة النثرية في الإمارات، يتميز بالمفردة الخاصة، والحنين الفائض الذي يظهر في تفاصيل القصيدة، فهو يعطي روحه وعاطفته الدافئة ويهديها لنصه، ويلامس عبر الشعر ونبضه مشكلات الحياة، ويحولها من الخصوصية التي يعيشها هو إلى العمومية التي يعيشها الناس. وعنوان الفيلم هو في الأصل قصيدة للعسم بعنوان «أمينة»، وتتضمن حوارية بين الشجرة والشاعر، وهي ترمز لكل الأشياء التي ارتبط بها العسم وجدانياً، ويقول في بعض من القصيدة: البياض لروحك/‏ التي تهز مضجعك الأسى/‏ وترفع يده اليسرى/‏ التي تفتك بالقلق. وفي الجلسة الحوارية قدمت بيمر إضاءات حول الفيلم، وذكرت أنها اختارت رأس الخيمة كمكان مختلف وساحر وطبيعي، فهي تمتلك خبرة في إنتاج الأفلام، لكنها أرادت أن تقدم شيئا مختلفا، فاختارت قصة شاعر ومدينة، كتجربة أولى لها في صناعة فيلم عن الشعر، وقد حصلت على منحة من مؤسسة في رأس الخيمة للعمل على الفيلم. وأوضحت بيمر أن العنوان المفترض للفيلم كان «شاعر رأس الخيمة»، لكنها بعد الجلوس مع العسم، اختارت اسم أمينة لأبعاده العميقة والشعرية ذات الدلالات، وأرادت من خلال الفيلم تقديم عمل يكسر الطرق التقليدية في الأفلام الوثائقية التي تنفذها، فعملت على أن تأتي القصائد على لسان الشاعر، وليست مكتوبة، بحيث تكون القصيدة محسوسة بشكل أكبر وأكثر تفاعلية. فيما أشار العسم بكل ما في رأس الخيمة، بالبحر والساحل، وبكل تربة تنمو على تفاصيل تلك الإمارة الساحرة، والكتابة عنده هي مشاهدات وتأملات في المكان والبشر والحياة اليومية، والطريق الطويل من البيت والمفضي إلى السوق، ويجد العسم متعته في الجلوس لساعات بقرب البحر يتأمله، ويطيل النظر إلى رماله، فتمتلئ روحه بالشعر. وطالب العسم المثقفين والمبدعين بتقديم أعمال إبداعية تنظر إلى الإنسان وتحلق في عوالمه بعيدا عن ماديات العصر الخانقة، وأشار إلى أن التعاطي الروحي مع النص الشعري كفيل بإيصال مضامينه مهما كان غامضا. وفي ختام الحفل، قام محمد حمدان بن جرش، أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بتكريم المشاركين في الأمسية.

مشاركة :