من ضحية تنمّر إلى جلّاد

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«هل تظنين أن قضائي الوقت معكِ نابع عن حب؟ ألم تنظري إلى وجهكِ القبيح المشوه في المرآة؟»، «أسأل الله أن ينتقم منكِ»، عبارات سلبية في مسلسل «غصون في الوحل» موجهة لبطلة المسلسل غصون التي يحوّلها تنمّر الأسرة والمجتمع من ضحية تنمّر إلى جلاد في الكِبر باتباعها سلوكيات غير سوية تجعل محيطها المهني والاجتماعي يعاني من حرقة الفقد لتتمكن من تعويض عقدة النقص لديها. وهذا السلوك يتكرر في المجتمعات العربية، ولكنه قابل للسيطرة لو تمكن المربي من تقوية شخصية الطفل منذ الصغر. «الإنسان الملوث داخلياً لا يستوعب وجود بشر أنقياء» - أحمد ديدات. قصة غصون مؤثرة وتلامس الواقع، فانعدام الاستقرار الأسري وقسوة المجتمع جعلاها تحسد وتحقد على إحدى موظفاتها التي تنعم بالاستقرار الأسري، ولأنها كانت تحرص على متابعة أدق التفاصيل التي تروجها هذه الموظفة عن علاقتها الزوجية المليئة بالسعادة في حسابها على تطبيق الإنستغرام، كانت تشعر تجاهها بالكراهية والحقد، لأنها تملك كل ما حُرِمت منه، لذا لم تهنأْ المديرة ويرتح لها بالاً حتى سممت هذه العلاقة الزوجية لتبث فيها الشك وسط معاناة مستمرة تتسبب في انفصالها عن زوجها. ضحية التنمّر يصبح متمرداً في المستقبل، لذا من المهم أن يوجد حوار حقيقي بين الأطفال والمراهقين وأولياء الأمور يعين على اكتشاف بعض حالات التنمّر. فلو لاحظ المربي أن طفله ضحية للتنمّر يجب أن يقوم بتقوية شخصيته بتدريبه على الكلام، فلا يجدر به أن يسكت عن المتنمّر ويتجاهله لأن السكوت يفهم على أنه ضعف، ولا بأس لو كان رده قاسياً حتى يقف هذا المتنمّر عند حده، ولكن إذا استمر المتنمّر بالاعتداء اللفظي يجب أن يشكو مع التوضيح له بأن الشكوى في هذه الحالات قوة وليست ضعفاً، أما إذا كان المتنمّر يستهزئ بلباسه أو شكله وطريقة كلامه فيتوجب على المربي أن يلفت نظره إلى نقاط القوة بشخصيته وتفوقه ولباسه ومواهبه وعلاقاته الاجتماعية لينظر لنفسه نظرة الواثق. ويجب أن يتعلم الطفل المرونة في العلاقات الاجتماعية، ويكون على دراية تامة أن الناس ليسوا متشابهين في الأخلاق، لذا يجب التعامل معهم حسب طباعهم وأخلاقهم لأن الأصدقاء نكسبهم بالأخلاق الطيبة، وأما المتنمّرون فيجب أن نتعامل معهم بحزم لنفرض عليهم احترامنا، كما أن للوالدين دوراً أساسياً في تعزيز قوة شخصية الطفل منذ الصغر، وذلك باحترامه وتشجيعه وتجنب التعليقات السلبية المحبطة حتى لا يتحوّل الطفل من ضحية إلى جلّاد. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :