سيدة بورما.. من ضحية إلى جلاد

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حمزة عليان| ■ لم تكن الصدمة في حجم المجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين، بل كيف يتحول الضحية إلى جلاد، وهو ما ينطبق على زعيمة المعارضة ورائدة الحريات وحقوق الإنسان السيدة أون سان سو تشي ودفاعها غير المبرر تجاه ما يحدث عن جرائم إبادة بحق فئة تعتنق الإسلام في بلادها، ولهذا كانت «وجهاً في الأحداث». ■ مهما كانت المبالغات والتضليل اللذين ادعتهما مستشارة الدولة في ميانمار والسخط الذي جلبته أفعال الجيش هناك، فستبقى الصورة الحية والمنقولة على الهواء مباشرة لا تُكذَّب، فهي حقيقة دامغة تدين من أمضى أكثر من 11 عاماً رهن الإقامة الجبرية. ■ حالة متناقضة تمثلها زعيمة المعارضة التي انقلبت فيها على مبادئها وقناعاتها وضحت من أجلها، وقد ذاقت الأمرَّين من حكم العسكر وها هي تستنجد وتستقوي به وتدافع عن جرائم الجيش بحق مدنين عزل وأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يعتنقون الدين الإسلامي! ■ مع أن البوذيين وصفوا بالتسامح وإيمانهم بالحوار، لكنهم هذه المرة أظهروا حقدا وكراهية لمن يخالفهم العقيدة، وبشكل عنصري استحقت سيدة بورما الدعوة لسحب جائزة نوبل منها وكل الجوائز التي منحت لها، نظراً لموقفها المدان والمخزي تجاه ما يتعرض إليه مجموعة من البشر بصرف النظر عما إذا كانوا يحملون جنسية بلادهم أم أنهم «بدون». ■ ابنة بطل الاستقلال وضعت تحت المجهر، وهي التي رفضت في السابق ما يسمى «التطهير الإثني» ودفاعها بالقول «هناك مسلمون استهدفوا، لكن بوذيين وقعوا ضحايا العنف، الخوف موجود لدى الجانبين»، كما زعمت في السابق. ■ كان مستغرباً منع منظمات الإغاثة الدولية من الدخول إلى بورما للمساعدة وتقديم العون، والأنكى من ذلك وضع فيتو على أي جهة أو منظمة إنسانية لها صلة بالإسلام وبلاد المسلمين! باستثناء حالة واحدة من تركيا بعد أن تدخل فيها الرئيس أردوغان. ■ قصتها فيها الكثير من المعاناة والنكبات، فوالدها الذي قام بالتفاوض مع الإنكليز لنيل الاستقلال اغتيل على يد خصومه سنة 1947، وشقيقها انتهى غرقاً في حمام للسباحة وهو طفل، والآخر هاجر إلى أميركا، أما زوجها فكان استاذا بريطانيا تخصص في دراسة البوذية وثقافة التيبت تعرَّفت عليه أثناء الدراسة.. ■ لم تتوقف الانتقادات الحادة الموجهة اليها، منذ الأحداث التي اندلعت في ولاية راخين عام 2012، وتكررت عام 2015، وتجددت عام 2017، وعندما سئلت عن ذلك أجابت «لا علم لي ما إذا كان اعتبار الروهينغا مواطنين بورميين أم لا؟». ■ حين وصلت زعيمة المعارضة البورمية أونغ سان سو تشي إلى منصب مستشارة الدولة عام 2015، وأصبحت دفة السلطة في يدها، قال البعض إنها «أمل البورميين في عودة الديموقراطية». فقد نالت سو تشي جائزة سخاروف لحرية الفكر 1990، وجائزة نوبل للسلام 1991، وجائزة نهرو 1992، وميدالية الكونغرس الذهبية، وغيرها، تقديراً لكفاحها الديموقراطي السلمي ودفاعها عن «حقوق الإنسان». ■ لم تسبح ضد التيار القومي البوذي، وشهدت فترة توليها السلطة العديد من عمليات التطهير العرقي بحق مسلمي الروهينغا، الذين عولوا، في وقت ما، على ضميرها، فسحق الجيش أحلامهم تحقيقاً للأحلام العنصرية البامارية. ■ واجهت عاصفة انتقادات بسبب أعمال القتل والتهجير التي يقوم بها الجيش البورمي ضد الأقلية المسلمة، والتي قد ترقى إلى جرائم حرب، وفقاً للأمم المتحدة، التي دعت سو تشي إلى «الإنصات إلى صوت ضميرها ومخاطبة الشعب البورمي مباشرة، لتطلب منه الترفع عن انتمائه الإثني والديني». ■ لكن صوت المكاسب السياسية أعلى، ولذلك رفضت إدانة العنف ضد الروهينغا، منكرة تعرضهم لأي تطهير عرقي، وقالت إن احتقان الأجواء يرجع إلى «مناخ من الخوف» سببه «شعور العالم بتعاظم قوة المسلمين»! ■ لم تكن يوماً مدافعة عن «حقوق الإنسان» بإطلاق، بل كانت مدافعة عن حقوق القوميين البوذيين، متجاهلة قمع الأقليات العرقية. وعام 2013 سألتها صحافية بريطانية مسلمة عن أعمال العنف ضد الروهينغا فغضبت، وقالت بعد ذلك «لم يقل لي أحد إن مسلمة ستجري المقابلة معي». وفي نوفمبر الماضي لم تقدم أي مرشح مسلم للانتخابات التشريعية، مراعاة لعرق بامار الذي يحتكر السلطة. وأغلب المسلمين المحرومين من حق المواطنة يتعرضون للقمع منذ سنوات، ولم يرَ أحد سو تشي تدافع عن حقوقهم أو حقوق الأقليات العرقية الأخرى.   السيرة الذاتية   ● أونغ سان سوتشي ● مواليد 1945 ● تلقت تعليمها بمدارس يانغون، أكملت دراستها في الهند، انتقلت إلى جامعة اكسفورد لتنال البكالوريوس في الفلسفة والسياسة والاقتصاد عام 1969، ثم الدكتوراه من جامعة لندن 1985، وحاضرت في مدرسة الدراسات الشرقية في لندن. ● سيدة يانغون، هكذا توصف في بلادها، قادت المعارضة السياسية وتزعمت الرابطة الوطنية للديموقراطية. ● وضعت تحت الإقامة الجبرية من عام 1989 إلى 2003 من قبل العسكر، واطلق سراحها عام 2010. ● حاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1991 وجائزة زاخاروف لحرية الفكر عام 1990 وعدة جوائز عالمية، وأميركية . ● تشغل منصب «مستشارة الدولة» وهو بمنزلة رئاسة الحكومة في بورما. اسحبوا جائزة نوبل بلغ عدد التوقيعات الإلكترونية أكثر من 370 ألف لأشخاص من مختلف أنحاء العالم يطالبون فيها بسحب جائزة نوبل للسلام من سو تشي نظراً لعدم قيامها بأي خطوة من شأنها إيقاف المجازر وإظهار عجزها التام.

مشاركة :