التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره الأميركي جون كيري مجددا، أمس، في مونترو بسويسرا على أمل إحراز تقدم في المفاوضات بين الطرفين حول البرنامج النووي الإيراني. والوقت يضيق أمام التوصل إلى تسوية سياسية قبل استحقاق 31 مارس (آذار) بهدف التأكد من أن برنامج طهران النووي المثير للجدل لا يهدف إلى صنع القنبلة الذرية. ويعتزم كيري وظريف الاجتماع مجددا طوال نهار اليوم وكذلك غدا. وحذر دبلوماسي يتابع المحادثات من أنه من دون التوصل إلى اتفاق في هذه المهلة التي حددتها مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، والصين، وفرنسا، وألمانيا) فإن «المفاوضات يمكن أن تتوقف عند هذا الحد». ومنذ استئناف المفاوضات الدولية قبل 18 شهرا وتوقيع الاتفاق المرحلي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، تبقي إيران ومجموعة الدول الست على تكتم شديد حيال مضمون المحادثات. من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الموجود أيضا في جنيف لحضور دورة الأمم المتحدة، الذي التقى على التوالي كيري وظريف، إلى تحقيق «تقدم ملحوظ». وقال لافروف لتلفزيون «روسيا 24»: «لقد بحثنا عددا من المسائل المرتبطة بالملف النووي الإيراني وحصل تقدم ملحوظ بين مجموعة الدول الست وطهران». وإذا كانت المفاوضات لا تزال محاطة بتكتم شديد إلا أن بعض المعلومات، خصوصا في واشنطن أتاحت الاستنتاج بأنه تم توضيح بعض النقاط، بينما لا تزال أخرى عالقة. وبدورها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا، أمس، أن على إيران أن تجيب سريعا على المزاعم المتعلقة بقيامها بأنشطة نووية عسكرية في الماضي. وقال يوكيا أمانو، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه ليس بإمكانه تحديد متى ستنتهي التحقيقات المطولة في البرنامج النووي الإيراني مع اقتراب الموعد النهائي هذا الشهر لإبرام اتفاق إطار بين القوى العالمية وإيران. وأضاف أمانو أمس: «الأمر يعتمد على مستوى ووتيرة التعاون من جانب إيران. لا أستطيع أن أقول لكم متى.. لقد وجهنا أسئلة والأسئلة واضحة حتى يستطيعوا الإجابة عنها». وتابع: «هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية». وإيران التي تتفاوض منذ عام مع القوى الكبرى حول أوجه برنامجها النووي، تفاوض أيضا في الوقت نفسه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ما يسميه الخبراء «البعد العسكري الممكن» للبرنامج النووي الإيراني في مراحل سابقة. وتطلب الوكالة الذرية من طهران الإجابة على مزاعم محددة طرحت في عام 2011 ومفادها أن إيران أجرت أبحاثا وأعمالا ملموسة في الماضي لامتلاك القنبلة الذرية. وكرر أمانو القول، أمس، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية «على استعداد لتسريع حل المسائل العالقة»، لكن ذلك سيتطلب «تعاونا أكبر من إيران».
مشاركة :