«درب الزلق» ذاكرة تسمو عن مزالق التشويه

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أحد الأمور الأولى التي أثارت الدهشة، هي ذلك الاجتماع الذي دار بين الشيخ جابر العلي الصباح والكاتب عبدالأمير التركي وحسين عبدالرضا وسعد الفرج، كانوا يريدون التطوير يريدون البقاء، طلب منهم الشيخ تقديم مسلسل يبقى عالقاً في ذاكرة الكويتيين، متعهداً بدعم مادي لإنتاج العمل، هذه كانت البداية في تطوير فكرة الدراما الخليجية، حيث جاءت فكرة "درب الزلق" الذي علق وتعلق بذاكرتنا، وأصبح علامة بارزة للإنتاج الكويتي. كثيرة هي الاجتماعات التي دارت بين عبدالأمير وحسين وسعد، ووجدوا فكرة "درب الزلق" في الأخير. لكن نصيبهم جاء لتسيرهم كتابة المسلسل والتصوير في آن واحد! كانت الأفكار توحي لهم، أن يتناقشوا بعد كتابة كل حلقة لمناقشة ما دار فيها والتعديل إن أمكن. شهدت نهاية السبعينات من القرن الماضي عرض العمل "1977"، لكن السعوديين لم يستطيعوا مشاهدته حتى عرضه التلفزيون السعودي بعد ذلك بوقت، ثم ينتشر بعد ذلك في الأقطار العربية. قبل سنتين وفي افتتاح دار الأوبرا في الكويت، التقى العملاقان حسين "رحمه الله" وسعد، كبر كل شيء، شاب رأساهما تغيرا شكليًا، لكنهما ضمنياً هما الشخصان اللذان يقبعان في ذاكرتنا، عادت أيام "درب الزلق" تلك الأيام الجميلة وتأثيراتها. بالفعل عاد حسين وسعد، دار بينهم ذلك الحوار الذي شاخ منذ أربعين سنة، حوار الماضي والتجارب. يقول أحد الإعلاميين من المغرب: "درب الزلق"، منارة ثقافية ظهرت من الشرق، هذا الوجدان الذي جاء لينكش ذاكرتنا، حسين وسعد بن عاقول، والأحداث التي تدور معهم، من الحارة وحُب سعد وجارهم "فلج بو صالح"، الذي أراد الزواج من والدتهم، والانطلاق إلى تثمين "البيت" من الحكومة الكويتية، ومغامرة المشروعات التجارية. لقد وفر لنا "درب الزلق" حالة انتصار الضحكة الدائمة على كل شيء، حتى هذه اللحظة، مقدماً درساً ورسائل خلف سخرية كوميدية دائمة، حين تصبح الثروات بين أيادي السُذّج الذين لا يقدرونها. حين تنفرد مشاهد "درب الزلق" بعفويتها في كل شيء، لتعطي مجالاً لنثر الإبداع الباقي في أذهان المشاهدين. الشاهد في هذا.. أن أحدًا لم يتشبث بالدرس الكوميدي لـ"درب الزلق" سوى أصحابه الذين نقلوه للمسرح في تجارب لاحقة ولفترات متباعدة.

مشاركة :