الدين والدم .. حكاية إبادة شعب الأندلس والمورسكيين

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي الطبعة الثانية من كتاب "الدين والدم - إبادة شعب الأندلس" للمؤلف ماثيو كار ونقله إلى العربية د. مصطفى قاسم. يتناول الكتاب كيف أنّ تاريخ الأندلس ينتهي عند الكثيرين بالعام 1492، الذي سقطت فيه آخر ممالك المسلمين- غرناطة- أمام جيوش الملكين فرديناند الأراغوني وإيزابيلا القتشالية، مؤكدًا أنهم يتناسون أنّ زهاء خمسمائة ألف أندلسي مسلم- لسبب أو لآخر- لم يغادروا مع ملوكهم المغلوبين وآثروا العيش في إسبانيا، وهي الفجوة في التأريخ والمكتبة العربية التي يملأها هذا الكتاب.ظهرت في العقود الثلاثة الأخيرة بحوث كثيرة حول آخر بقايا أيبيريا الإسلامية الذين أطلق عليهم الإسبان اسم "المورسكيين" الذي يعني "الأندلسيين الصغار"، لكن أحدًا منهl لم يستطع أن يفلت من أسوار "الغيتو الأكاديمي"، كما فعل ماثيو كار بكتابه الرصين والمحايد والمتوازن والشامل الذي يقدم قصة المورسكيين ومصيرهم المأساوي لجمهور القراء العام والمتخصص على حد سواء.تبدأ القصة بالحرب التي دامت عشر سنوات لغزو مملكة غرناطة الأندلسية وانتهت بسقوطها في عام 1492 الذي كان في الوقت عينه بداية لعملية طويلة من التطهير الديني والعرقي "لإسبانيا المقدسة"، بدأت باليهود الإسبان في العام نفسه، ثم تحولت إلى المسلمين على مدى أكثر من قرن.يعرض الكتاب تاريخ هذه الأقلية المسلمة والتحولات الكبرى في علاقتها بالدولة والمجتمع، بداية من العام 1500، ثم ثورتهم في العام التالي. وعلى مدار العقدين التاليين أصدرت الدولة عددًا من المراسيم قُصِد بها الإجهاز على ما تبقى من ثقافة الشعب الأندلسي، ممثلة في الدين واللغة العربية وتقاليد اللباس- خاصة لباس المرأة وغطاء الوجه النسائي المعروف بالملحفة- وعادات المائدة والحمامات العامة والأغاني والرقص وغيرها، فلجأ الناس إلى التُّقْية، فعاشوا ثقافتين: مسيحية إسبانية أمام الأعين العدائية المحدقة، وإسلامية أندلسية في الخفاء، ولذلك شكّلوا غالبية زبائن محاكم التفتيش الإسبانية الشهيرة على مدى العقود التالية. ثم جاءت الثورة الكبرى المعروفة تاريخيا باسم حرب البشرات في العامين 1569-1570، التي أراد الأندلسيون بها استرداد دينهم وثقافتهم، فكانت القاضية على كل أمل لهم. وتنتهي القصة بأبشع عملية طرد جماعي من نوعها في التاريخ، حيث تم طرد نحو ثلاثمائة ألف مورسكي إلى موانئ شمال أفريقيا، تعرضوا خلالها للتشريد والسرقة والسبي والقتل. مؤلف الكتاب هو ماثيو كار، مؤرخ وكاتب وإعلامي، بريطاني المولد، من أهم أعماله الأخرى "الماكنة الجهنمية: تاريخ الإرهاب"، الذي يرد فيه الإرهاب إلى جذوره التاريخية الأقدم، ويضعه في سياقه الدولي والثقافي الأوسع، ورواية "بيت أبي"، التي تبرز البحث عن الشوق إلى الجذور، والبحث عنها. أمّا المترجم الكتاب الدكتور مصطفى محمد عبدالله قاسم، فقد صدرت له أكثر من خمسة عشر كتابًا مترجمًا، من أحدثها: "القوة والوفرة – التجارة والحرب والاقتصاد الدولي في الألفية الثانية"، "الحياة اليومية في مصر القديمة – اللاهون نموذجا"، "مأساة سياسة القوى العظمى"، "مولد الوفرة – كيف تشكل رخاء العالم الحديث".

مشاركة :