مصدر الصورةGetty ImagesImage caption سيرة للنازيين الجدد في هلسنكي بفنلندا فتحت المذبحة الدموية التي شهدتها مدينة (كرايست تشيرش) في نيوزيلندا مؤخرا، والتي قتل خلالها إرهابي يميني متطرف، خمسين شخصا في مسجدين بالمدينة خلال صلاة الجمعة، فتحت الباب على مصراعيه أمام نقاش واسع، حول تأثير صعود أحزاب اليمين الشعبوي المتطرف في الغرب، وخاصة في أوربا، وما يشكله خطابه السياسي من خطر، قد يزكي الميل إلى ارتكاب أعمال عنف من قبل تابعيه. ولم تخل الصحف الغربية فضلا عن الصحف العربية، من التحذيرات في أعقاب تلك المذبحة الدموية، والتي أبرزت الخطر الذي بات يشكله صعود اليمين المتطرف في الغرب، وما قد يسفر عنه من أن تنحو ظاهرة "الاسلاموفوبيا"، منحى دمويا خطيرا، قد يغذي على الجانب الآخر نشاط الحركات الإسلامية المتشددة. وفي الوقت الذي انتقد فيه كتاب في صحف عربية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم إدانته هجوم نيوزيلندا، وعدم وصفه له بالإرهابي واعتباره من وجهة نظرهم، أكثر السياسيين الغربيين إقصاء للإسلام وانتقادا له في العديد من المناسبات، حذرت العديد من الصحف الغربية سواء في الولايات المتحدة أو في أوربا، من تنامي التيار اليميني في الغرب ووجود سياسيين متطرفين يغذون ذلك الاتجاه لدى جماهير اليمين المتطرف. وقالت صحيفة النيويورك تايمز في تقرير لها عقب مذبحة (كرايست تشيرش)، إن المذبحة تعد أحدث دليل،على تنامي أيديولوجية اليمين المتطرف في الغرب، والقائمة على فكرة تفوق العرق الأبيض، داعية إلى اجتثاث هذه المشكلة من جذورها. وأضافت أن فكرة أن "المسلمين يمثلون تهديدا"، تتردد أصداؤها في سياسات يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضاربة مثالا بموقف الرئيس الأمريكي من المهاجرين، والذي عبر عنه في عدة إجراءات منها سعيه لبناء سور على الحدود مع المكسيك، وذكرت الصحيفة في هذا الصدد، بتحذير ترامب السابق لبريطانيا من "فقدان ثقافتها" بسبب المهاجرين، وأن الهجرة "غيرت النسيج الأوروبي"، داعيا إلى "اتخاذ إجراء سريع". وتقول النيويورك تايمز إن الظاهرة تبدو متفشية أيضا، في العديد من الدول الغربية بعيدا عن الولايات المتحدة، مذكرة بالاحتجاجات التي شهدتها استراليا ضد المهاجرين عام ،2015 ونظمتها جماعة يمينية تطلق على نفسها اسم "استعادة أستراليا". وقالت إن المتظاهرين حينها رفعوا لافتات مكتوبا عليها: "الإسلام عدو الغرب"، و"أوقفوا أسلمة أستراليا"، وغيرها من العبارات المسيئة. من جانبها حذرت مجلة الفورين بوليسي من أن العداء للإسلام، صار تيارا عالميا، مع صعود اليمين في الغرب، مشيرة إلى أنه وفي ظل تلك الحقيقة فإن هجوم نيوزيلندا يمكن أن يتكرر في أماكن أخرى. وتناولت المجلة في تقرير لها ذلك الصعود وأخطاره، في الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرة إلى أنه وفي أعقاب هجمات سبتمبر ٢٠١١ بدأ نشطاء من ذوي الأيديولوجيا المتطرفة في الولايات المتحدة، حملة من المعلومات المزيفة، التي تسعى إلى تصوير الإسلام باعتباره تهديدا شيطانيا يجب القضاء عليه، وأنه تم تجنيد نشطاء ومنظمات ومواقع إلكترونية لهذا الغرض، مشيرة إلى أن بعض النشطاء المؤثرين في تلك الحملات، يشغلون مناصب في مجالس المدن والمجالس التشريعية بالولايات الأمريكية، وهم الآن يحظون باهتمام من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفي أوربا تشير المجلة إلى تنامي مشاعر التوجس تجاه المسلمين في أعقاب أزمة اللاجئين، وتبرز الفورين بوليسي نتائج دراسة كتب عنها الصحفي هنري جونسون وأجريت في ألمانيا عام ٢٠١٦، وأظهرت أن ٤٠٪ من الألمان يرغبون في أن تفرض حكومتهم حظرا على دخول المسلمين للبلاد، في وقت يبدو فيه التيار الشعبوي المناهض للمهاجرين والمسلمين في تصاعد ويحظى بتأييد في الانتخابات التي شهدتها عدة دول أوربية على مدار الفترة الماضية. أما خطاب اليمين نفسه،في العديد من الدول الغربية، فهو يبرر عداءه للمسلمين والمهاجرين باتهامات لهم بالسعي إلى تغيير ثقافة البلدان الغربية التي يقدمون إليها، هذا بجانب حديث عن انغلاق معظم المجتمعات الإسلامية على نفسها، وعدم سعيها للاندماج بصورة كاملة مع المجتمعات الغربية التي تعيش فيها، وإن كان ناشطون إسلاميون قد ردوا على ذلك مرارا، بأن الجاليات المسلمة في الدول الغربية، تعمل كل ما بوسعها من أجل الاندماج، لكن الحقيقة وفقا لهم هي أنها لا تلقى ترحيبا، سواء من قبل المؤسسات أو الجماعات السياسية. برأيكم هل أسهم صعود أحزاب اليمين الشعبوي في الغرب في تصاعد حالة " الاسلاموفوبيا"؟ إذا كنتم من العرب والمسلمين الذين يعيشون في الغرب هل تلمسون تزايدا في حالة الاسلاموفوبيا؟ وهل تعتقدون بوجود علاقة طردية بين صعود أحزاب اليمين الشعبوي وتزايد السخط لدى الجمهور الغربي تجاه اللاجئين؟ ماهو السبيل الذي يمكن من خلاله معالجة الأزمة؟ وكيف يمكن للمسلمين لعب دور فاعل في هذا الشأن؟ كيف ترون الانتقادات التي وجهت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب عدم وصفه لهجوم نيوزيلندا بالارهابي؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 20 آذار/مارس من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar شاركونا بتعليقاتكم
مشاركة :