تناولت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاستغلال حادث مسجدي نيوزيلندا الإرهابي، قائلة إنه في الوقت الذي تسعى فيه مؤسسة (فيس بوك) لإزالة المقاطع المصورة لإطلاق النار العشوائي الذي راح ضحيته 50 شخصا في مسجدين بنيوزيلندا، كانت نفس اللقطات المزعجة يتم مشاركتها مع الآف الأتراك من خلال رئيسهم أردوغان.وذكرت الصحيفة - في مقال أوردته على موقعها اليوم الثلاثاء - أن أردوغان عرض مقاطع واضحة من الفيديو خلال مؤتمرات انتخابية في العديد من المدن التركية على مدى اليومين الماضيين، وذلك بهدف تأجيج مشاعر مؤيديه الإسلاميين المحافظين، ومهاجمة خصومه السياسيين، قبيل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر، غير أن استغلاله لهذه المقاطع المصورة أثار انتقادات لاذعة من قبل وزير خارجية نيوزيلندا وينستون بيترز، الذي قال إن نشر هذا الفيديو يمكن أن يعرض مواطني بلاده للخطر.ونسبت الصحيفة إلى بيترز قوله - عقب اجتماع إسبوعي لمجلس الوزراء- إنه أثار قضية استغلال أردوغان لهذه اللقطات مع وفد تركي رسمي يزور بلاده حاليا، مضيفا أنه أبلغ المسئولين أن "أي شيء من قبيل ذلك يشوه سمعة هذا البلد - لا سيما وأن من قام بذلك هو مواطن غير نيوزيلندي - ويعرض مستقبل وسلامة الشعب النيوزيلندي للخطر ورعايانا في الخارج، وهذا أمر غير عادل على الإطلاق".وأضافت الصحيفة أن أردوغان لطالما سعى لإظهار نفسه في صورة البطل المدافع عن المسلمين في الدول الغربية، وأدان العنصرية ضد المسلمين في أوروبا، في حين سعى لتصوير العديد من خلافات تركيا مع الدول الغربية وكأنها ناجمة عن التعصب.وأشارت إلى أن أردوغان دأب على إثارة هذه المظالم فضلا عن القضايا الشعبية الأخرى لتكون في الصدارة خلال الانتخابات، وخلال الحملة الانتخابية الحالية، يواجه أردوغان وحزبه (حزب العدالة والتنمية) انتقادات بسبب الانخفاض الحاد الذي شهده الاقتصاد التركي.وأوضحت (واشنطن بوست) أن أردوغان بادر بإدانة هجمات الجمعة الماضية في نيوزيلندا، وكتب في تغريدة على موقع تويتر قائلا إن هذه المذبحة هي عمل مؤسف، والمثال الأحدث على ارتفاع معدلات العنصرية والاسلاموفوبيا"، ليسارع بعدها بوقت قليل لاستغلال هذا الحادث كسلاح في مواجهة خصمه السياسي الرئيسي في تركيا وهو زعيم حزب المعارضة الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو.واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه خلال مؤتمراته الانتخابية في العديد من المدن، تم استعراض مقاطع واضحة من فيديو إطلاق النار وأجزاء من بيانات، وتصريحات السيناتور الأسترالي اليميني فرايزر أنينج، التي ألقت باللائمة في هذه المذبحة على الهجرة غير الشرعية.
مشاركة :