على صدرها اتكَأتْ...أيَّ شوقٍ... أيَّ حنانٍ...وأيَّ حبٍّ تذوَقتْ...هي أمّيبين يديها...على صدرها...يسكتُ الزمانُ ويصمتُ الوقتْ...يكفيني فخراً نعم يكفينيأنّي على صدرها اتكأتْ...كانت ليَ الحضن الوثيرا...كانت الأمان، كانت الحنانوكانت لأحزاني ولدموعي مسحاً ومحواً وتبخيرا...لظلمتي كانت نوراًعلمتني الصلاةوكان حبها في قلبي ترتيلاً، تسبيحاً، مزاميراً وبخورا...ببسمتها تضحك الدنيا...يضحك الزمان وتبسم الأكوان...في حناياها...تُمسَحُ الدموع وتنتهي الأحزان...في عينيها...سلسبيل حبٍّ وأنهارٌ من حنان...تحت قدميها...جمال الفردوس وكل كنوز الجنان...صلي لي يا أمّيفبدعاكِ...تنتفتح السماءُ ولنا ينصت الرحمان...صلاة أمي منبع الهناء...دعاء أمي مفتاح الرجاء...إذ ترفع يديها للصلاةتنحدر النعمة من العلاء...ويلي إن أحزنت أمّيإنه لأسهل أن أحزن السماء...هي تستعطفها لي بدعاهاولكن حزن أمي... يغلق دوني باب السماء...ماذا أقدّم لك يا أمي...ماذا يليق بك يارمز الجمال...أأصنع لكِ تمثال؟فأنت للحب والتضحية نموذج ومثال...أأصنع لك أيقونة؟فأنت أيقونة الإيمان الذي يهز الجبال...أأتلو لأجلك صلاةً؟فصلاتك تستعطف لي عرش الجلال...ماذا أقدّم لك؟ ماذا أهديك؟ماذا بالإمكانِ عنكِ أن يقال...كل مايمكن أن يقدَّمكل كنوز وخيرات الحياةتحت قدميك تتلاشى وهماً وخيال...لست بشاعرٍ... قلمي ليس بقلم شاعر... ولكن يملأ الكون شعراً ونثراًيملأ البر والبحر، يملأ كل المنابر...مافي قلبي الصغير نحوهامن حبٍ، من وجدٍ، ومن مشاعر...يا أمي يا نور زماني...يامن علمتني إنجيلييامن درستني قرآني...إذا يوماً الموت وافانيفإجعلي راحتيك أكفاني...لا أريد من الدنيا شيئاًكله باطل، كله فاني...كفاني فخراً يا أمي كفاني...أني على صدركِ إتكأتْ...بقلم الأب دمسينكوس راعى كنيسة رؤساء الملائكة للروم الأرثوذكس، بالقاهرة.
مشاركة :