مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يسلط الضوء على القوة الناعمة للتنظيم الإرهابي

  • 3/20/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن التنظيم الإرهابي "داعش" فقَد 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في معاقله الرئيسة، وهناك الآن أنباءٌ قوية تؤكد أن التنظيم على وَشْك الانتهاء تمامًا في سوريا؛ وهذا يعني أن وجوده أصبح ضعيفًا للغاية مقارنة بالفترة بين عامي 2014 و 2017، وليس كسابق عهده في سوريا والعراق التي سيطر فيهما على آبار بترولٍ، كان يبيع منها 60 ألف برميلٍ يوميًّا وَفقًا لبعض التقارير.وأضاف المرصد في تقرير صادر عن وحدة الرصة باللغة التركية، أن هذه الآبار درت على التنظيم ملياراتٍ من الدولارات، إضافةً إلى أموال بعض البنوك التي استولى عليها في البلدين، والضرائب التي كان يفرضها على السكان، وغيرها من الموارد الاقتصادية التي جعلت منه أقوى تنظيمٍ إرهابي في العالم، والتي فقدها كلها في وقتنا الراهن تقريبًا، وكذلك انهارت قوتُه العسكرية وسقطت أمام الغارات الجوية للتحالف الدولي، وضربات شركائه وحلفائه على الأرض، وأيضًا تناثرت قوته البشرية التي وَفقًا لبعض التقارير بلغت 100 ألف مقاتل، منهم 40 ألف مقاتل أجنبي.كما سلط المرصد الضوء على قوة التنظيم الناعمة من محبين ومؤيدين، والذين انخدعوا بدعايته الضالة، وإعلامه المُغْرِض، منوها أن هذه القوة الناعمة موجودة وبأعدادٍ متفاوتة بين بلدٍ وآخَرَ، وهذا مرجعه إلى قوة الآلة الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي في وقتٍ من الأوقات، والتي ما زال التنظيم يستخدمها حتى الآنَ؛ محاولةً منه لإثبات وجوده ولو على الأقل أمام مقاتليه ومؤيديه، والحقيقة: أن بعض هذه القوة الناعمة لا تَقِلُّ خطورةً عن القوة العسكرية والاقتصادية للتنظيم كما سنوَضِّح.ويمكن تقسيم القوى الناعمة لتنظيم داعش الإرهابي إلى عدة أقسام: أفراد اقتنعوا بفكر التنظيم، وتواصلوا مع أفراده، وتفاعلوا معهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وسافروا بعد ذلك إلى سوريا أو العراق أثناء سيطرة التنظيم عليهما، وانضموا إلى الميليشيات، وهؤلاء تحوّلوا من قوة ناعمة إلى قوة فاعلة ومؤثرة على الأرض، وكان سفر هؤلاء يتمّ بسهولة ويُسر -إلى حَدٍّ ما- في بداية ظهور التنظيم، بعد ذلك أدركت الدول هذا الأمر وحرَصت على تأمين مواطنيها وعدم انضمامهم إلى التنظيم.وهنا ظهر النوع الثاني من المؤيدين والمتعاطفين وهم: أفراد اقتنعوا بالفكر المتطرف عن طريق الإنترنت، وتشبّعوا به، وصاروا مستعدين للسفر والانضمام إليه، لكنهم لم يستطيعوا ذلك بسبب الاجراءات الأمنية المُشَدَّدة في بلادهم، وهنا أراد التنظيم الاستفادة من هذا النوع؛ فبدأ يُعِدُّ لهم خطابًا خاصًّا حتى يضمنَ ولاءهم له؛ كان الخطاب الأول لـ "أبو محمد العدناني"، المتحدث باسم التنظيم (الذي قُتل في أغسطس 2016)، حيث شجّع في تسجيل صوتي له عام 2014 محبّي التنظيم على القيام بعمليات "ذئابٍ منفردة"، دون أخْذ إذن أو موافقة من التنظيم، مؤكدًا أنهم سيعترفون ويَتَبَنَّوْنَ أيّ هجومٍ ولو صغيرًا، ولقد كان هذا النداء من "العدناني" بمنزلة آليّة جديدة للتحريض على الإرهاب والقيام بعمليات إرهابية عن طريق المؤيدين والمتعاطفين، ولقد وصلت هذه الدعاية الدموية إلى كتلة جماهيرية واسعة في العالم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، والشرط الوحيد الذي اشترطه "العدناني" من أجل تَبَنّي التنظيم للعمليات التي يقوم بها المحبون له: هو أن يُقسِموا يمينَ الارتباط بالتنظيم بشكل واضح أمام الرأي العامّ.أمّا النوع الثالث من المؤيدين للتنظيم؛ فهم أفراد تأثّروا بفكره المتطرف، لكنهم لا يُفَضِّلون الانضمام؛ نظرًا لبعض سِماتهم الشخصية؛ فمنهم من لا يحب المغامرة، ومنهم من يريد أن يظل في دَور المؤيِّد فقط، وهؤلاء تتفاوت خطورتهم قوّةً وضعفًا، لكن في المجمل: هم أقلُّ المتعاطفين خطورة.وتابع المرصد: قوة أي تنظيم ليست كامنة في القوة العسكرية والاقتصادية فقط؛ بل أيضًا في القوة الناعمة التي تُعَدُّ من أهم مظاهر قوة التنظيم، ونؤكد أن التغلُّب عليها ليس أمرًا سهلًا، كما يمكننا القول أيضًا: إن الانهيار الذي حدث لتنظيم داعش عسكريًّا أقوى بكثير من الانهيار الذي حدث في قوته الناعمة، وهذا يدل على أن المكافحة الفكرية صعبة للغاية، وتتطلّب نَفَسًا طويلًا.

مشاركة :