دبي: سامي مسالمة أكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، أن الغرفة تتطلع لزيادة حجم صادرات وإعادة صادرات دبي إلى الأسواق اللاتينية، وبالتالي تعزيز حجم التبادل التجاري لما يخدم المصالح المشتركة، حيث ما زال التبادل التجاري يميل لصالح الاستيراد من الأسواق اللاتينية، مؤكداً أن تنظيم المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية في بنما قريباً سيلعب دوراً رئيسياً في التعريف بالمزايا التنافسية لصادرات الإمارة، وسيساهم في تعزيز وعي الأسواق اللاتينية بنموذج دبي الاقتصادي الناجح، وجدوى تطبيقه واعتماده في أسواقهم، موضحاً أن المكاتب التمثيلية الخارجية للغرفة تؤدي دوراً مزدوجاً في التعريف بالفرص الاستثمارية في هذه الأسواق، واستقطاب الشركات اللاتينية إلى دبي. وفيما يلي تفاصيل الحوار: * كم يبلغ حجم التجارة البينية بين الإمارات ودول أمريكا اللاتينية، وما هي آفاق النمو المتوقعة خلال الفترة المقبلة؟ - تعد منطقة أمريكا اللاتينية سوقاً ذا أهمية استراتيجية بالنسبة لدولة الإمارات ولدبي على وجه التحديد، وانطلاقاً من إدراكنا لهذه الأهمية نحرص في غرفة تجارة وصناعة دبي على تعزيز جهودنا الرامية لتوطيد هذه العلاقات مع مجموعة من الشركاء الرئيسيين في القطاعين العام والخاص، وتتضح نتيجة هذه الجهود من خلال قراءة مؤشرات النمو في حجم التبادل التجاري بين الجانبين والتي ارتفعت قيمتها بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، فقد أسهمت مكاتبنا التمثيلية في كل من البرازيل وبنما بشكل فاعل في تعزيز مكانة دبي كبوابة تجارية عالمية بالنسبة للشركات في أمريكا اللاتينية وفي تعريف قطاع الأعمال في تلك المنطقة من العالم حول الكم الكبير من فرص إقامة علاقات ثنائية بين الجانبين. وتهيمن واردات دبي من الأسواق اللاتينية على التجارة البينية بين الجانبين، حيث استحوذت دبي على حوالي 92% من إجمالي التبادل التجاري الثنائي وذلك خلال العام الماضي، حيث تعتبر البرازيل والمكسيك والبيرو أبرز الأسواق المصدرة إلى دبي بقيمة صادرات إلى دبي بلغت 5.2 مليار درهم و3.7 مليار درهم و 1.6 مليار درهم على التوالي خلال العام 2018. واستحوذت الأغذية المعلبة والمشروبات والتبغ على حوالي 36.5% من إجمالي صادرات البرازيل إلى دبي في العام الماضي، في حين بلغت حصة اللحوم 27% من الإجمالي، واستحوذت الآلات والأجهزة والأدوات الإلكترونية والكهربائية على حوالي 38.6% من إجمالي صادرات المكسيك إلى دبي، تلتها أدوات النقل بنسبة بلغت 27%، أما البيرو، فقد استحوذت صادراتها من اللؤلؤ والأحجار الكريمة وشبه الكريمة والمعادن إلى دبي على حوالي 93.7% من صادراتها للإمارة. دبي بوابة إقليمية * أين تكمن أهمية انعقاد المنتدى العالمي للأعمال للمرة الأولى في إحدى دول أمريكا اللاتينية، وما الأهداف المرجو تحقيقها من ذلك؟ - حقق المنتدى العالمي للأعمال خلال الدورتين السابقتين نجاحاً كبيراً استطاعت من خلاله غرفة تجارة وصناعة دبي تسليط الضوء على مكانة ودور دبي بوابة إقليمية تتيح للشركات في أمريكا اللاتينية والكاريبي فرص الوصول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط، وقد رأينا خلال العامين الماضيين أيضاً اهتماماً متبادلاً من قبل الشركات في المنطقتين للتعرف إلى آفاق التعاون والفرص المحتملة التي يمكن البناء عليها لتأسيس شبكة من العلاقات التجارية . وتأتي إقامة هذه النسخة من المنتدى في بنما استجابة لطلب الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا بهذا الخصوص، وذلك في أعقاب النجاح الكبير الذي شهدته الدورات السابقة من المنتدى، بالإضافة إلى كونها أولى ثمار افتتاح مكتب جديد لنا في بنما العام الماضي، وسيكون بمقدور ممثلي وصناع القرار في الشركات الإماراتية التعرف عن كثب إلى مواقع ممارسة الأعمال في دول أمريكا اللاتينية وتحديداً في بنما التي تجمعها الكثير من القواسم المشتركة مع إمارة دبي، ولقاء كبار صناع القرار في الجهات الحكومية والقطاع الخاص لبحث آفاق التعاون المستقبلي . علاقة تكاملية * حدثنا عن أبرز الفرص والقطاعات التي يمكن الاستثمار فيها والدخول إليها في أمريكا اللاتينية، وما هي أبرز أسواق المنطقة هناك؟ -إن تعزيز تواجدنا في أمريكا اللاتينية والكاريبي هدفه زيادة نسبة مساهمة المنطقة في تجارة دبي غير النفطية والارتقاء بعلاقات التعاون مع شركائنا هناك إلى آفاق جديدة تصب في خدمة جهود التنمية المستدامة، وباختصار علاقتنا تكاملية ذات أبعاد استراتيجية تنعكس نتائجها الإيجابية على الجانبين وهو ما يعكسه شعار المنتدى «استثمار الغد في وجهات المستقبل»، ولضمان تحقيق الأهداف المأمولة من هذا المنتدى قمنا بتحديد العديد من القطاعات الاستراتيجية التي تعد مناسبة جداً بالنسبة للشركات الإماراتية للاستثمار وتقديم الخبرات وتشمل هذه القطاعات كلاً من الخدمات اللوجستية والنقل، والبنية التحتية، والتصنيع، والسياحة، والطاقة المتجددة، والشركات الزراعية وغيرها من القطاعات الأخرى .وتعد دول مثل البرازيل والأرجنتين والباراغواي من الدول الغنية بمواردها الطبيعية ويمكن أن تلعب دوراً محورياً في تحقيق الأمن الغذائي لدولة الإمارات. قناة للتواصل * تم تنظيم نسختين في السابق من منتدى الأعمال لدول أمريكا اللاتينية، هل يمكن إطلاعنا على أبرز النتائج التي تحققت من هاتين النسختين؟ - اكتسب هذا المنتدى أهميته من كونه جاء في الوقت المناسب ليلبي احتياجات النمو المستدام في كل من دبي وأسواق دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وهو قناة للتواصل المباشر مع كبار صناع القرار ورجال الأعمال في تلك الدول وإطلاعهم على طبيعة الاقتصاد الإماراتي وبيئة الأعمال في الدولة والمزايا التنافسية التي تقدمها لهم دبي باعتبارها بوابة عالمية تتيح لهم الوصول إلى العديد من الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وإدارة عملياتهم التجارية فيها انطلاقاً من دبي. كما ساهم المنتدى في زيادة عدد الشركات من تلك الدول التي قررت اتخاذ مقرات لها في دبي للاستفادة من الكم الكبير من الميزات التنافسية للإمارة بما فيها الموقع الجغرافي المميز، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، والبيئة الجاذبة للاستثمارات والمناطق الحرة ذات التسهيلات والمعايير العالمية. دور مكاتب الغرفة في أمريكا اللاتينية منطقة أمريكا اللاتينية ذات أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لدبي ولغرفة تجارة دبي فهي توفر إمكانيات تجارية واستثمارية هائلة بالنسبة للشركات الإماراتية، وبحسب بوعميم، فقد كانت هذه المنطقة محط اهتمام كبير ومتابعة خاصة ضمن خطط «غرفة دبي» للتوسع الدولي حيث قمنا بافتتاح مكتبين تمثيليين في كل من البرازيل وبنما خلال الأعوام القليلة الماضية، ونحن حاليا بصدد افتتاح مكتب آخر في الأرجنتين خلال الفترة المقبلة، وسيكون لهذه المكاتب العديد من الأهداف مثل تسهيل التعاون الاقتصادي، والتجارة والاستثمار بين الشركات في دبي ونظيراتها في أمريكا اللاتينية، وأود أن أشير إلى أننا في غرفة تجارة وصناعة دبي لدينا خطط مستقبلية لضخ استثمارات بقيمة 100 مليون درهم خلال السنوات العشر المقبلة.و قام مكتب بنما مؤخراً بالمساهمة في تعريف الشركات البنمية بمعرض «جلفود 2019»، كذلك يقوم مكتبنا في البرازيل بالعمل على التعريف ببيئة الأعمال في دبي، واستقطاب شركات إلى الإمارة.
مشاركة :