زار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي صباح أمس معرض دبي للفنون «آرت دبي» الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي في مدينة الجميرا من 20 حتى 23 مارس الحالي بمشاركة أكثر من 500 فنان وفنانة و90 صالة عرض «غاليري» ومما يزيد على 40 دولة بما فيها دولة الإمارات. وقد بدأ سموه زيارته للمعرض بتفقد صالة مقتنيات ولي عهد دبي من الصور التاريخية النادرة للعديد من مناطق وأحياء دبي في فترة الستينات والسبعينات إلى جانب صور أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات. ويضم المعرض الخاص بمقتنيات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، والذي يحمل شعار «للتسامح تاريخ» حيث توقف سموه ومرافقوه عند العديد من الصور واللوحات الفنية للشيوخ وبعض معالم دبي التاريخية وتعرف على أسماء المصورين الذين كانوا قد التقطوا هذه الصور بالإضافة إلى صور سموه التي التقطها شخصياً في كثير من المناسبات. وعرج سموه، خلال جولته الشاملة في صالات وردهات وأروقة المعرض، على صالة عرض «بياجيه» العلامة الفرنسية المعروفة في عالم تصميم المجوهرات والحلي المميزة والنادرة. واستمع سموه إلى شرح من القائمين على الصالة ومسؤولي «بياجيه» الكبار حول طريقة وآلية التصميم والتصنيع والتسويق لكل قطعة من المعروضات الثمينة والفريدة. وشملت جولة سموه قاعة الجوهرة، التي تضم بين جنباتها العدد الأهم والأكبر للوحات ومجسمات ومنحوتات برونزية وخشبية وغيرها لأشهر الفنانين العالميين من دولة الإمارات ودول أوروبا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط. وتوقف سمو ولي عهد دبي عند منصة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة وتعرف سموه من القائمات على المنصة إلى الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي ينظمها المكتب الثقافي ومشاركاته في العديد من المعارض والمناسبات التي تقام في الدولة للتعريف بأهداف المكتب الرامية إلى ترسيخ مفهوم الثقافة والفن في أوساط بنات الإمارات بشكل عام. ثم تفقد سموه قاعة «آرينا» التي تضم كذلك مجموعة كبيرة ومميزة من اللوحات والرسومات والمجسمات الفنية لفنانين إماراتيين وعالميين وصالات عرض «غاليري» عالمية. وختم سموه جولته بزيارة قاعة الاحتفالات في فندق «مينا السلام» التي تعرض أعمالا فنية متنوعة لفنانين وفنانات إماراتيات ومن دول أمريكا اللاتينية، تفقدها سموه وتعرف إلى الفنانين والفنانات وتجاذب معهم أطراف الحديث حول الأعمال الفنية التي يبدعونها ودلالات هذه الأعمال من اللوحات والمنحوتات وغيرها. ويقدم «آرت دبي» أحد البرامج غير الربحية للمعارض الفنية العالمية مثل برنامج «كامبس آرت دبي» و«زمالة دبي الفنية» وفقرة أخرى جديدة تحت عنوان «الإمارات الآن» وهي مبادرة تسلط الضوء على الأنشطة والأعمال الفنية المحلية. ووصف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم «آرت دبي» في نسخته الثالثة عشرة بالملتقى العالمي للفن والثقافة في مدينة الإبداع والتسامح والابتكار، واعتبره سموه أيقونة التناغم الإنساني والثقافي بين مختلف ثقافات العالم وثقافة دولة الإمارات العربية والإسلامية والإنسانية ما يعزز مكانة دولتنا الحبيبة كدولة محبة وسلام وتسامح ومساواة. ورحب سموه خلال جولته في أرجاء المعرض بالمشاركين في هذه التظاهرة الفنية الثقافية السنوية، مؤكداً على أهمية الفن والثقافة في تقريب المسافات بين الشعوب واختصارها. رافق سمو ولي عهد دبي في الجولة، زكي أنور نسيبة وزير دولة و محمد أحمد المر رئيس مجلس أمناء متحف الاتحاد و عيسى كاظم محافظ مركز دبي المالي العالمي وهلال سعيد المري الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، إلى جانب عدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية والأدبية في الدولة.وتتضمن دورة هذا العام، إضافات جديدة، مثل قاعة عرض بعنوان «بوابة» تضيء على الأعمال الفردية من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية وإفريقيا وأمريكا اللاتينية (أو ما يعرف بالجنوب العالمي)، و«الإمارات الآن» الذي يبحث في التفاعل الفني المحلي للقضايا الراهنة والحوار الإبداعي المحلي، داخل المؤسسة الفنية وخارجها، و«منتدى الفن العالمي» 20 - 21 مارس الذي يحظى بإعجاب النقاد العالميين.وقال بابلو ديل فال، المدير الفني ل«آرت دبي»: «نواصل تقديم المحتوى الأصيل، لإعادة تعريف مفهوم المعارض الفنية، والإسهام في إثراء المشهد الثقافي المحلي والاقليمي. نمثل عالماً فنياً شمولياً وعالمياً بحق، يحتفي بجذوره الفنية الاستكشافية وتطوير رؤى فنية جديدة وبديلة وببناء المجتمعات الفنية وتوليد الأفكار وتبادل الثقافات. ولا نشهد عادة تمثيلاً متجاوراً للجغرافيات والمعارض والفنانين والمدارس والمناهج الفنية كما نراها هنا منخرطة في حوار واحد موسع. نأمل بأن نشهد استكشافات جديدة وتناغم حوارات متباينة». وترحب الدورة بأكثر من 500 فنان يمثلون 80 بلداً، ضمن أقسام «آرت دبي 2019» الأربعة الرئيسية: «كونتمبراري للفن المعاصر»، و«مودرن للفن الحديث»، و«بوابة»، و«رزيدنتس للإقامة الفنية». ويعرض «كونتمبراري» 59 عملاً من 34 بلداً ضمن قاعتيه، لأشهر الفنانين المعاصرين. ويتميز «مودرن» بكونه المنصة التجارية الوحيدة في العالم التي تعرض أعمالاً متحفية لأساتذة الفن الحديث، ويتجاور هذا العام مع «كونتمبراري» لتوفر للزائرين فهماً معمقاً للتاريخ الفني في المنطقة.وتشمل برامج «آرت دبي» الحوارية عقد الدورة الثالثة عشرة من منتدى الفن العالمي الذي يجمع نخبة من الخبراء لمناقشة «هل المدرسة مصنع؟». فيما تعقد ندوة مودرن بعنوان «الملتقيات الثقافية للحداثة»، للإضاءة على خريطة التوجهات والتغييرات الثقافية الناتجة عن الحركة الفنية الحداثية في أربع مدن هي بغداد وبيروت وداكار ولاهور.وتعزيزاً لدوره نقطة التقاء المجتمعات الفنية من مختلف أنحاء العالم، يستضيف عدداً غير مسبوق من جامعي الفنون والمؤسسات الفنية وسيطلق برنامجاً تدشينياً جديداً بعنوان «برنامج القيّمين لتبادل الأفكار».وقالت كلوي فياتسو، المديرة الدولية ل«آرت دبي»: «أكد ممثلو 130 مؤسسة دولية حضورهم، من مديري متاحف وقيّمين فنيين من مؤسسات عالمية مرموقة وأفراد عاملين في منظمات عالمية غير ربحية وممثلي برامج البينالي، وغيرهم». ويستقطب «آرت دبي» جمهوراً عريضاً ومتنوعاً بحكم التنوع الفريد الذي يقدمه عبر برامجه المجتمعية المصاحبة للمعرض، مثل برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار الذي يشجع الجيل القادم على التعرف إلى الفنون والتواصل معها. وعروض الأداء الحي التي يقدمها معهد «كونستهول ليسابون» للفن المعاصر للاحتفال بالروح الجماعية، ومعرض «للتسامح تاريخ» لصور خاصة ونادرة من مجموعة سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وتقدم حواراً مرئياً فريداً للمنطقة من حقبة ستينات القرن المنصرم وسبعيناته. وعرض مجموعة كامبس آرت دبي: «أيتها المرآة المعلقة على الجدار: الفن المعاصر في المدينة».وتتضمن برامجه معارض جديدة للشركاء الرئيسيين، حيث أوكلت مجموعة جوليوس باير، المتخصصة في العمل المصرفي الخاص السويسري، إلى الفنانة الفرنسية المغربية الأصل شروق هريش، مهمة إنشاء معرض حصري في ردهة المجموعة والإشراف عليها لتأخذ الزوار في «رحلة مرسومة عبر آثار الحاضر»، لتبني جسراً ثقافياً بين سويسرا ودبي. فيما تشارك «بياجيه» بمعرض «آرت دو لور» (فن الذهب)، وهو مخصص لمشغولات من الذهب يضم مجموعة مختارة من قطع المجوهرات والساعات الفاخرة، بتنسيق الفنان الفرنسي بيير بونفيي. وتستعرض شركة «بي أم دبليو» إحدى سياراتها الفنية لأول مرة: «بي أم دبليو أم 3» الفئة أ من طراز السباقات. التي عمل عليها كين دون، وسيعرض إلى جانب السيارة مجموعة من النماذج الصغيرة للسيارات من المشاركات الفنية السابقة منذ سنة 1975.تسهم هيئة دبي للثقافة والفنون، بكونها الشريك الاستراتيجي للمعرض، والداعم للبرنامج التعليمي على مدار العام، فيما يحظى «منتدى الفن» و«رزيدنتس» بدعم وزارة الخارجية والتعاون الدولي. وام
مشاركة :