مجزرة نيوزيلندا تلقي بظلالها على انتخابات البرلمان الأوروبي

  • 3/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى الحادث الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل العشرات، بظلاله على انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر تنظيمها في 27 بلداً عضواً في الاتحاد، بين 23 و26 مايو المقبل، حيث تصاعدت التحذيرات من أن الديمقراطية مهددة بتصاعد النزعة الشعبوية والقومية في أوروبا بشكل يضع القارة في وضع خطير جداً. وقال برلمانيون وسياسيون فرنسيون لـ«البيان» إن الأحداث المتعاقبة في أوروبا تنذر بويلات قد تعيد القارة لأحداث ثلاثينيات القرن الماضي، لذلك فإن حوالي 400 مليون مواطن في الاتحاد الأوروبي مدعوون إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات الأوروبية لتحديد مستقبل القارة وإنقاذها من الشعبوية المتطرفة التي باتت سيفاً على رقبة الاتحاد الأوروبي. ولهذا تحشد الأحزاب الأوروبية «يمين ويسار» منذ منتصف العام الماضي، وزادت حدة الحشد وسخونة التحذيرات منذ الحادث الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا الجمعة الماضية، ونأمل أن يفطن الشعب الأوروبي لحجم الكارثة. انتخابات مصيرية وقال شوبارد إمريك، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، نائب رئيس مجموعة أوروبا للحرية والديمقراطية المباشرة لـ«البيان»، إن انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر عقدها في مايو هي انتخابات مصيرية لتحديد ملامح مستقبل أوروبا الذي بات على المحك. لذلك تتسابق الأحزاب الأوروبية لعقد حملات تحسيسية لتوعية الشعب الأوروبي بضرورة المشاركة بشكل أكبر في الانتخابات المقبلة، ولا سيما بعد وقوع الحادث الإرهابي في نيوزيلندا يوم الجمعة، والذي أبرز وجه اليمين المتطرف القبيح، وإرهابه الأسود الذي نعاني منه منذ ثلاثينيات القرن الماضي في أوروبا، لذلك أطلقت أغلب الأحزاب الأوروبية حملات التحفيز والشحن الشعبي للجماهير تحت عنوان «تحديد المسار والاتجاه ودعم الاستقرار» من خلال تشكيل برلمان أوروبي متجانس معتدل. صعود مخيف من جهته، أكد إيدي باغني، رئيس قسم العلاقات الدولية بمعهد باريس للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحركات اليمينية المتطرفة أو ما نسميها «الشعبوية المعادية للأجانب» صعدت خلال السنوات العشر الأخيرة في أغلب دول أوروبا بشكل مخيف يضع القارة في وضع خطير جداً، ففي النمسا صعد حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي المعادي لمنطقة اليورو واللاجئين وخاصة المسلمين. والمخيف أن هذا الحزب تأسس عام 2013 وسريعاً ما انتشر وبات ممثلاً في البرلمان الأوروبي ونصف البرلمانات المحلية في البلاد، وفي المجر الأمر ذاته منذ الانتخابات البرلمانية عام 2010 حيث صعد زعيم الحزب اليميني الشعبوي، فكيتور أوربان، وهو المعروف بعدائه للمهاجرين عموماً، ودائم الصدام مع الاتحاد الأوروبي، وفي بولندا، حصل حزب «القانون والإنصاف» الشعبوي الذي تأسس عام 2011 على الأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في أكتوبر الماضي، وهو أيضاً ضد اللاجئين، وضد الأقليات عموماً. خطر كبير ويضيف، وفي فرنسا زادت شعبية حزب «الجبهة الوطنية» التي أسسها جان ماري لوبن عام 1972 وترأسه ابنته مارين لوبن، وأصبح الحزب قوة سياسية مخيفة، ويملك كتلة برلمانية تمثل 26 في المئة داخل البرلمان الفرنسي وفي البرلمان الأوروبي، وهي ضد المسلمين والمهاجرين وتكن العداء لأغلب دول الاتحاد الأوروبي، ونفس الأيدلوجية ينتهجها حزب «الحرية» في هولندا، بزعامة فون غيرت فيلدرز. ويستحوذ الحزب على 30 في المئة من مقاعد البرلمان وهو خامس أكبر قوة سياسية في هولندا، وهو معادٍ للمهاجرين ودائم التحريض ضد المسلمين، ونادى كثيراً بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي النمسا حزب «الحرية» أيضاً، الشعبوي الذي فاز زعيمه نوربرت هوفر في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى باكتساح، وكانت دعايته تفيض منها العنصرية ضد الإسلام والمسلمين واللاجئين والاتحاد الأوروبي وعملته «اليورو». خطر داهم في الدنمارك يسيطر حزب «الشعب» الشعبوي، وهو ثالث أكبر قوة سياسية في البرلمان، وهو معادٍ أيضاً للمسلمين وضد الاتحاد الأوروبي، وفي إيطاليا تتصاعد شعبية حزب «جبهة الشمال الإيطالي» المؤثر في الحياة السياسية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بسبب هجوم زعيمه، ماتيو سالفيني، على الأجانب ومطالبته بطرد اللاجئين والمهاجرين، لذلك فإن قارة أوروبا مع هذا الانتشار الشعبوي المخيف، باتت في خطر كبير لو لم تتدارك الشعوب في الـ27 دولة أوروبية هذه الكارثة وتحسمها خلال انتخابات البرلمان الأوروبي شهر مايو المقبل.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :