فنان عراقي يصنع تماثيل نساء ورجال من أوراق الكتببروكسل - نجح فنان تشكيلي وفوتوغرافي عراقي في تحويل أكداس الأوراق وأغلفة الكتب إلى تماثيل فنية شاخصة تمتلك مقوّمات تعبيرية بشكل لافت.وعرض الفنان التشكيلي العراقي المقيم في بلجيكا؛ ستار نعمة، نصبا من مجموعة شخوص مشكلة فن التركيب (الانستليشن)، في معرض بغداد للكتاب الذي اختتم الأسبوع الماضي، عبر فكرة مغايرة من خلال الاستعانة بأشياء متاحة مثل ورق الكتب والأغلفة وتطويعها بصورة غير متوقعة، ثم تركيبها وتقديمها كعمل فني.ويتخذ نعمة اتجاها مختلفا على الدوام في أعماله الفنية، باعتباره فنانا تشكيليا ومصورا فوتوغرافيا ومصمم غرافيك. وقد استقى الفكرة وهي جزء من تخصصه الدراسي لكل ما يتعلق بالفنون المعاصرة والتي لها علاقة بفن التركيب (الانستليشن).ويتكون العمل من ستة أعمدة من الكتب تستقر على مجموعة من الكتب بصورة تراتبية كما يعلوها ما يمثل الشكل الإنساني؛ ثلاثة تصميمات تمثل نساء ومثلها تمثل رجالا، وكلها مغلفة بورق الكتب، وتتوسط قمة كل عمود أو ما يفترض أن يمثل مكان الرأس للشكل الإنساني، مرآة انعكست عليها ملامح زوار المعرض الذين كانوا يدورون حول العمل الفني بفضول ودهشة ويحاولون أن يروا وجوها غير تلك التي اعتادوا أن يروها في المرايا المحايدة.وكان التفاعل واضحا بين العمل ومحيطه وكأنه منبثق من أرضية المكان، أما محاولات الفنان فكانت واضحة في تمويه ملامح الجسد الكلاسيكية ليجذب الجمهور إلى النظر برؤية مغايرة عن المعنى المعتاد، إذ أن الموضوع في المقام الأول هو الكتاب.وشرح نعمة طبيعة عمله في تصريح بالقول “كان الفضاء الذي شغل الحيز الكبير بين أروقة معرض بغداد للكتاب، أشبه بإطار للوحة فارغة وكانت تشغلني فكرة خلق نوع من التماهي بين العمل الفني والمكان، هي علاقة تكاملية إلى حد ما قد يكون من المناسب تشكيلها في هذا الفضاء الواسع. الكتاب هو عنوان المعرض وأيضا المادة الخام التي استند عليها عملي التركيبي”.واختار الفنان أن يضع المرآة لتشغل مكان الملامح في الشكل البشري فكانت مركزا للتفاعل، ما خلق حوارا بين الجمهور والعمل الذي وجد نفسه داخلا بصورة غير متوقعة..المرآة كانت محتوى عميقا ومتداخلا مع موضوعة المكان والفعالية الثقافية بشكل مفرط، وكفت عن أن تكون أداة عادية وتحولت إلى تكوين مرهف وغامض عكس دواخل كل من مرّ بها ووجد فيها شيئا ما ربما كان يبحث عنه، فالناس أحبوا أن يروا انعكاس صورهم في مكان لا يشبه المرآة العادية التي اعتادوا أن يروا وجوههم فيها، فقد منحتهم صورة مغايرة للواقع والعادي. بالتالي، هو يرى الواقع دائما عبر طرق جديدة ومتنوعة.وعلى الرغم من أن فن “التركيب” فن عالمي إلا أنه، كما يشير ستار نعمة، لم يأخذ مداه بعد في العراق إلا في تجارب محدودة. أما محاولاته السابقة في هذا المجال فكانت في مجال التركيب مع مجموعة فنانين في بلجيكا حيث يعيش ويعمل بعد أن أكمل دراسة الفنون التشكيلية في أكاديمية سانت جوس، ثم كانت له تجاربه في محاولة سحب التصوير الفوتوغرافي إلى منطقة التشكيل وسجل تجارب متميزة في هذا الاتجاه، إضافة إلى مشاركات في معارض ومهرجانات دولية في أوروبا.التفاعل واضح بين العمل ومحيطه التفاعل واضح بين العمل ومحيطه نهى الصراف
مشاركة :