المواجهة العسكرية بين” الذئب المنفرد” الفلسطيني عمر أبو ليلى 19 عاما، منفذ عملية ” الطعن وإطلاق النار” المزدوجة قرب بلدة سلفيت جنوبي نابلس بالضفة الغربية المحتلة التي وقعت الأحد الماضي. استشهد الشاب الفلسطيني عمر أبو ليلى الليلة الماضية، في اشتباك مسلح استمر عدة ساعات مع وحدة “يمام الإسرائيلية” الخاصة بعد محاصرة منزل تحصن به، في بلدة عبوين شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، أصابت الأمن الإسرائيلي بالكثير من الرعب و القلق. الشهيد عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت الذئب المنفرد قال واصف عريقات الخبير والمحلل العسكري الفلسطيني “هناك قلق كبير لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من ظاهرة الذئب المنفرد، فلسطينيا، لأن من يريد تنفيذ عملية عسكرية ضد إسرائيل لا يحتاج لتوجيه من أحد، إنما يقرر ويحدد الهدف ومن ثم ينفذ لوحده”. وذكر عريقات في حديث لموقع قناة الغد، أن ما حدث مع منفذ عملية” أرئيل” عمر أبو ليلى دليل على ذلك، خاصة أن هذه العملية قلبت كل الموازين لدى الجانب الإسرائيلي. وأشار المحلل العسكري إلى أن تفاصيل العملية من المنظور العسكري لها تبعيات وارتدادات كبيرة، وقال إن شابا صغيرا غير مدرب مثل عمر أبو ليلى، خطط لمثل هذه العملية المزدوجة ونجح في تنفيذها.. إذ نجح في الطعن وإطلاق النار ثم الاستيلاء على سلاح أحد الجنود وإطلاق النار عليهم”. واستطرد قائلا “كانت النتيجة فرار هؤلاء الجنود في المرحلة الأولى من العملية في مستوطنة أرئيل بالقرب من سلفيت”. ولفت الخبير العسكري إلى أن الشاب نجح في الاختفاء عدة أيام رغم كل الملاحقات الاستخبارية الإسرائيلية والاشتباك مع قوات الاحتلال الليلة الماضية، بل ووقعت إصابات بينهم كما ذكر الإعلام العبري في وحدة “يمام الإسرائيلية” الخاصة المدربة جيدا. وأضاف عريقات قائلا إن تلك التفاصيل ستعيد كل الحسابات الأمنية الإسرائيلية. وحدة يمام تتبع وحدة “يمام ” الشرطة الإسرائيلية، وهي الوحدة المختارة لملاحقة الفدائيين الفلسطينيين وتصفيتهم، ويقتصر نشاطها على داخل إسرائيل والمدن الفلسطينية. وهذه الوحدة شبه عسكرية وعالية التدريب، وهي واحدة من أربع وحدات خاصة في شرطة الحدود الإسرائيلية إلى جانب وحدة الياماس ووحدة اليماغ ووحدة الماتيلان. يقدر عدد قوات اليمام ب 200 جندي. وقال الخبير العسكري واصف عريقات، إن هناك معادلة جديدة بدأت تظهر في العمل الفلسطيني الفدائي، وهو مصطلح ” الذئب المنفرد” وهي شجاعة الفلسطيني مقابل جبن الجندي الإسرائيلي، وأضاف عريقات أن هذا الأسلوب يربك الإسرائيليين ويضرب معنوياتهم في الصميم. وكانت استجابة الجنود الإسرائيليين المنهارة سببا في فتح تحقيق حول هروبهم وعدم إطلاقهم النار على المنفذ في المرحلة الأولى في سلفيت، خاصة أن الشاب عمر أبو ليلى اعتمد على سلاح “العدو” في التنفيذ. وأوضح عريقات، أن أسلوب” الذئب المنفرد” أو العمليات الفردية مرهق للجيوش و الأجهزة الأمنية، كونها محصورة في شخص واحد، و لا يوجد قدرة على التنبؤ بعمليات فردية او استطلاع استخباري و اتمنى لها، إذ أن قدرة المتابعة والرقابة ضعيفة، ولكن قدرة التنفيذ أكبر. تخوف من الجيل الناشئ في إسرائيل هناك تخوف كبير من الجيل الناشئ في الضفة الغربية، وتعتبره الأجهزة الأمنية خطرا شديدا عليهم، خاصة أنهم يقررون تنفيذ” العمليات الفردية” أو ما يطلق عليه مصطلح” الذئب المنفرد” دون توجيه من أحد. وفي هذا الصدد قال الباحث عماد أبو عواد من مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني ” إن ما يميز الجيل الناشئ أن غالبيتهم ممن ليسوا في دائرة الحسابات الأمنية، حيث ليس لهم سابق عهد مقاوم ، ونسبتهم الغالبة من الجيل الشاب الصغير، الذي قد لا تكون تظهر عليه علامات الانتماء الفكري، أو الحزبي”. وأوضح أبو عواد أن الجيل الناشئ لديه قدرة على أخذ زمام المبادرة، وعدم انتظار مظلة تنظيمية، أو جهة للتبني والتوجيه في الغالب، وحالة الاشتباك الجغرافي في الضفة الغربية، جعلت من السهولة بمكان تنفيذ مثل هذا النوع من العمليات. وحول الأدوات البسيطة التي تستخدم من قبل هذا الجيل ذكر أبو عواد، أن جزء من العمليات آنية التفكير، وقال “غالبا ما يكون التخطيط قبل العملية قد استغرق ساعات معدودة”. الضغط يولد الانفجار واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب عمر أبو ليلى (19 عاما)، الليلة الماضية، اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال إثر محاصرة منزل تحصن به، في بلدة عبوين شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. وبعد إعلان اغتياله، قدم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التهنئة لجيش الاحتلال وجهاز المخابرات بتنفيذ الاغتيال، وهدد بأن “ذراع قواته ستصل إلى كل من يستهدف الجنود والمستوطنين الإسرائيليين”. وقال جهاز الشاباك الإسرائيلي، إن أبو ليلى ، منفذ عملية سلفيت والذي تحصن في بيت في عبوين، تم اغتياله بعد اشتباك مسلح طويل استخدم الجيش خلاله إجراء “طنجرة الضغط” وأطلق صاروخ من نوع “لاو” صوب المنزل المحاصر. وشارك في عملية اغتيال الشاب ابو ليلى، جهاز الشاباك ووحدة يمام وقوات الجيش الإسرائيلي. وبحسب الشاباك الإسرائيلي، فقد أصيب جندي إسرائيلي خلال الاشتباك، في حين فرضت الرقابة العسكرية حول تفاصيل الموضوع. هذا و قال يوني بن مناحيم ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية :” إن ” عملية عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت من شأنها أن تشجع شبانا آخرين في الضفة الغربية على تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل، باستخدام الطريقة ذاتها، ليس بالضرورة من خلال خلايا منظمة وإنما عبر هجمات فردية غير منظمة”. وكان التقدير السائد لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية أننا أمام منفذ منفرد، لكن عملية سيلفت تعد تطورا نوعيا في التخطيط والتنفيذ، وهي النتيجة المباشرة للحالة السائدة في المناطق الفلسطيني.
مشاركة :